مرحبًا بك يا عزيزتي..
تبت وندمت ورجعت، فأصبحت كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم:" التائب من الذنب كمن لا ذنب له"، ففيم كل هذا الأسى؟!
يحرص رب العزة على فتح باب التوبة، حتى لا تسوء علاقتنا مع النفس، والله، والحياة، وتغلقين أنت هذا الباب، فلا تصلحين علاقتك بحق مع ذاتك؟!
يسامحك رب العزة، ولا تسامحين نفسك؟!
تسببت المعصية في النظر لنفسك بدونية، ولكن هذه صفحة مضت، أغلقت في السماء، فأرجو أن تغلقيها على الأرض، وتفتحي صفحة جديدة مع ذاتك يملؤها الحب لها، والاستبشار، والثقة، والنظرة الجيدة، فلهذا شرع ربنا عز في علاه التوبة.
أدعوك للرفق بذاتك، ومسامحتها، والعناية بها، والشعور بالاستحقاق، والاحترام، والثقة فيها، والتقدير والقبول غير المشروط لها، نعم، اقبليها، بهذه العيوب التي تسعين لتغييرها، والمميزات أيضًا التي يبدو أنها مشوشة لديك، ولو أنك التفت إليها لما كانت هذه نظرتك لنفسك، وأولها تويتك وأوبتك إلى الله، فكثيرات لا يفعلن.
أدعوك للنسيان، نسيانهم جميعًا، كل من سرقوا من جسدك وروحك وعمرك ونهشوا قطعًا ثمينة ووصموك بأقذع الأوصاف، تخطي رقابهم ووجوههم بقدميك، فأنت الآن ناضجة بما يكفي، واعية بالحياة بما يكفي، توقنين بما يكفي أن هناك عناية إلهية تحسن إليك وتعتني وتلطف بك، ومن ذلك أنها ترسل لك هذا الرجل، يريدك زوجة، في علاقة شافية، حلال، فاستخيري وتزوجي، وخوضي تجربتك.
قلت أنك خائفة ألا يكون هذا الرجل فاضلًا ومحترمًا كما يبدو الآن، وهذا احتمال وارد بالطبع، ويمكنك اكتشاف الحقيقة عن طريق فترة خطوبة تطول قليلا، وربما على الرغم من هذا أيضًا - أي طول فترة الخطوبة- ، تكتشفين أنك رأيت جزءًا من الشخصية مضيء وهناك جانب مظلم، أو قد لا تجدين اضاءة على الإطلاق وأن ما رأيتيه كان وهمًا استطاع أن يريك إياه، هي إذًا " تجربة "، نجاحها أو فشلها لن يضيرك في شيء، ما دمت قد عرفت الحياة، وعرفت نفسك، وتحترمينها، وتقبلينها، بعثراتها وعيوبها وأخطائها، وتحترمينها.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
أعاقب أطفالي بمنعهم من الأطعمة التي يحبونها.. هل تصرفي خاطيء؟اقرأ أيضا:
أقاربي لا يحبون "خلفة البنات" وكل أطفالي "بنات".. ماذا أفعل؟