نرى بعض من حولنا يعانون من بلاء ما، وقد تنظر إليهم وأنت صامت، لا تعرف كيف تتصرف، وتظل صامتًا حتى يرفع عنه هذا البلاء، لكن لا تدري أنك مطالب بأن تفعل أمرًا، حتى يجنبك الله مثل هذا البلاء العظيم.
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من رأى صاحب بلاء فقال الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا إلا عوفي من ذلك البلاء كائنا ما كان ما عاش».
قد نتوقى البلاء إذا انتشر بين الناس، إذا سرنا في الطريق الذي رسمه لنا رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم، قبل 14 قرنًا، ويقول العلماء: ينبغي أن يقول المسلم هذا الدعاء سرًا، بحيث يسمع نفسه ولا يسمع المبتلى فيحرجه أو يجرحه.
كيف تصبر على البلاء؟
لكن كيف للمرء أن يصبر على البلاء؟، الصبر على البلاء يأتي باليقين في الله سبحانه وتعالى، فالإنسان ربما يصاب بمصيبة في نفسه أو مصيبة في أهله أو مصيبة في أصحابه أو مصيبة في نواح أخرى، فإذا قابل هذه المصائب بالصبر وانتظار الفرج والأجر من الله، صارت المصائب تكفيرًا لسيئاته ورفعة في درجاته.
وقد وردت الآيات والأحاديث الكثيرة في ذلك فقال الله تعالى: « وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ » (البقرة: 155 - 157)، ويقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها».
اقرأ أيضا:
وانتهت الأيام العشر.. فهل انفض مولد (الإيمانيات)؟رفع البلاء
أيضًا الصبر على البلاء يرفع البلاء ذاته، وإن طال الأمر، فهذا نبي الله أيوب عليه السلام، يصاب بمرض لسنوات، لكن صبره يجعل الله يشفيه شفاءً تامًا، ويعوضه عن كل ما فات.
لذلك حرص رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم، على توجيهنا نحو القبول بالرضا بأقدار الله مهما كانت، إذ يقول صلى الله عليه وسلم: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف؛ وفي كل خير، احرص على ما ينفعك؛ واستعن بالله؛ ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا؛ ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان».