يخطئ من يظن أن المال الذي بحوزته هو ملكه يحق له التصرف كما يشاء، ذلك أن المالك هو الله، الذي وهبه إياه، لينظر كيف ينفقه وفيم يخرجه.
يقول قال تعالى: «وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ » (المائدة: 17)، فالله عز وجل يريد إنفاقها فيما يفيد وينفع الناس، وليس فيما لا يفيد، أو فيما يغضبه هو سبحانه وتعالى.
قَالَ تَعَالى: « آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ » (الحديد: 7)، فالغني ليس إلا خازن لهذا المال، منحه الله كي ينفقه فيما ينفع الناس وفقط.
وديعة الله
المال وديعة من الله، عليك أن تحافظ عليها، وإذا أنفقت منها، فلتكن في الخير وفيما ينفع الناس فقط، لكن طبيعة النفس البشرية تميل لاكتناز المال والذهب، قال تعالى يوضح ذلك: «زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ » (آل عمران: 14).
احذر أن يكون ما تجمعه من حلال، وما تنفقه في حلال أيضًا، ولاتكن ممن ينشغلون بجمع الذهب والمال دون إنفاقها في الخير.
عن بن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «لو أن لابن آدم وادياً من ذهب أحب أن يكون له واديان، ولن يملأ فاه إلا التراب، ويتوب الله على من تاب».
اظهار أخبار متعلقة
منافع الناس
لو كنت غنيًا، كن من الذين أنعم الله عليهم، فاستخدموا أموالهم في خدمة الناس، تكن من أقرب المقربين إلى الله عز وجل يوم القيامة.
روى الطبراني في الأوسط، وابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لله أقواماً اختصهم بالنعم لمنافع العباد، يقرهم فيها ما بذلوها، فإذا منعوها نزعها منهم، فحولها إلى غيرهم».
ومن ثم على الجميع أن يعلم أن الإسلام حرم إنفاق المال فيما لا يفيد، وعموم الإنفاق على العباد مخصوص بنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن إضاعة المال.
في الصحيحين عن المغيرة بن شعبة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنع وهات، وكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال».