يعرف حمدالله اصطلاحا بأنه الثناء بالفضيلةعلي الله وقيل إنّ الحمد هو: ثناء على المحمود لكمال ذاته وصفاته، والحمد المطلق لا يكون إلاّ لله وقيل يُعرّف الحمد بأنه: الوصف بالجميل الاختياري على المنعم بسبب كونه منعماً على الحامد أو غيره
فيما يعرف البعض بأنه "الوصف الجميل الاختياري": مثاله القول: بأنّ فلان كريم أو شجاع، "على المنعم": الذي أعطى النعمة، وهو الله عزّ وجلّ. يعّرف الحمد عند الأصوليين وغيرهم بأنه: ليس قول القائل: الحمد لله، إنما هو فعلٌ يُشعر بتعظيم المنعم، بسبب كونه منعماً، وذلك الفعل إما فعل اعتقاد بصفات الجلال والكمال، أو فعل لسان ذَكَر ما يذكره القلب، أو فعل جوارح بالإتيان بأفعال دالة عليه.
ويقول العديد من الأصوليون بحسب الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف الحمد بأنه قد يكون باللسان، وقد يكون بالجنان، وقد يكون بالأركان فَمِنْ حمد اللسان: الذكر بصريح الحمد "الحمد لله".. وَمِنْ حمد اللسان: أن تنزهه، وأن تطهره، كما طهرته بالماء في الوضوء؛ استعدادًا لمناجاة الله ، وكما طهرته بالسواك، تطيبه؛ استعدادًا لملاقاة الله في الصلاة ،
ووفقا لمنشور جمعة علي صفحته الرسمية علي شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك " فقد كان النبي ﷺ يحب السواك، حتى إنه طلبه من السيدة عائشة عندمَّا دخل أخوها في حالة انتقاله ﷺ إلى الرفيق الأعلى، فنظر إليه، فعرفت أنه يريد السواك ﷺ ، فبلته بريقها وأعطته لسيدنا رسول الله ﷺ فاستاك.
وكانت السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها تفتخر بأن الله تعالى جعل ريقها مع ريقه الشريف آخر شيء فقد فاضت روحه الكريمة الشريفة إلى ربها بعد هذا.
ووفقا للدكتور جمعة فالحمد قد يكون أيضًا بالجنان، فالقلب يشكر ربه ومن وسائل هذا الشكر أن يتعلق قلبك بالمسجد؛ شوقًا إلى الصلاة«ورجلٌ قد تعلق قلبه بالمساجد».والمساجد هنا هي مواطن السجود، وليست فقط الجوامع.. فقلبه معلقٌ بصلاة الظهر، ينتظرها ليصليها في وقتها، فإن انتهت تعلق قلبه بالعصر، تعلق قلبه بالمغرب، تعلق قلبه بمواطن السجود؛ شوقًا لله.
وكان النبي ﷺ إذا حزبه أمرٌ فزع إلى الصلاة ضاقت به الحال، ضاقت به نفسه، من نكد الدنيا، فإنه يفزع إلى الصلاة، فيجد راحته فيها. وكان يقول لبلال: "أرحنا بها يا بلال" بعض الناس يصلي على نمط: "أرحنا منها"، نؤدي الواجب فقط، ويصلي ولكن يريد أن ينتهي من الفرض..
ومن الضرولاي هنا التأكيد علي أهمية أن تأتي العبادة بشوق، وهذا نوعٌ من أنواع الحمد: تعلق القلب بالله، تعلق القلب بالمساجد للقاء الله، تعلق القلب بلقاء الله عن طريق الصلاة، وهكذا تعلق القلب بالله، هو حقيقة الحمد بالقلب
وكذلك فإن حمدالله قد يكون بالأركان، وفي ذلك يقول سيدنا رسول الله ﷺ شيئًا غريبًا، يقول: «مَنْ لم يشكر الناس، لا يشكر الله».
اقرأ أيضا:
وانتهت الأيام العشر.. فهل انفض مولد (الإيمانيات)؟وكأنه يأمرك أن تشكر الناس على ما قدموه من معروف؛ لأن الله سبحانه وتعالى إذا أجرى المعروف على يد أخيك إليك، فكأنه أمرك أن تقول له "جزاك الله خيرًا" «وَمَنْ قال لأخيه: جزاك الله خيرًا، فقد أبلغ له في الثناء».
ومن المهم هنا التأكيد أنك أنت أنكرت عليه المعروف؛ فكأنك أنكرت على الله سبحانه وتعالى إجراء ذلك المعروف على يديه، ولذلك لا تشكر الله هكذا، وعندما تنكر إجراء المعروف على يد أخيك إليك، كأنك تكذب، عدم الاعتراف هنا، كأنه كذب، بل يجب عليك أن تشكر مَنْ أجرى الله المعروف على يديه؛ اعترافًا بفضل الله أنه خَصَّهُ بذلك. فإن أنكرت، فأنت تتكلم عن حسد، عن حقد، عن غيره؛ وهى قلة ديانة ولذلك الحديث واضح: "مَنْ لم يشكر الناس لا يشكر الله".
والخلاصة من الحديث النبوي الشريف أن الحامدين لا يتم حمدهم لله رب العالمين؛ إِلَّا إذا شكروا أهل المعروف من البشر؛ حيث ساق اللهُ المعروف إليه، فهو نعمةٌ مسداة إليه من قبل الرحمن على يد هذا الذي أصبح واسطةً للخير، و"الدال على الخير كفاعله".لا يَكْمُل الحامد، ولا يبلغ مبلغ الكمال؛ إِلَّا إذا شكر الناس.