مرحبًا بك يا عزيزتي ..
قلبي معك، وأقدر مشاعرك تمامًا .
الشعور بالحزن، والحيرة، مشاعر من حقك، ولن أردد أكلاشيهيات أصبحت شائعة من مثل أنك لست وحدك وهناك الآن المئات بل والآلاف مثلك في هذا العصر وأن الأمر لم يعد كالسابق، فعلى الرغم من حقيقة هذا إلا أنه ليس مبرر حتى لا تحزني، فالمسألة فردية تخص كل شخص حكالة خاصة في المقام الأول.
للأسف يا عزيزتي أن الحلول "فردية"، مع أن الأمر "اجتماعي"، وعليك الاجتهاد لحل مشكلتك وحدك بشكل كبير.
من المفترض أن يكون هناك تكاتف اجتماعي، فالمجتمع هو "الوسيط" لتيسير الزواج، ومساعدة من يريده، ولكن هذا ليس موجودًا بشكله الطبيعي، والآمن، وإن كان لا بأس من البحث عن هؤلاء "الوسطاء" الذين يعملون بشكل فردي في الموضوع.
لا تنغمسي في المعاناة ولا الحزن، يا عزيزتي، ولا تسلمي نفسك للاكتئاب الذي أراك على مشارفه.
الزواج مهم، وجزء من الحياة لكنه ليس "كل" الحياة، هذه حقيقة، وبالنظر حولك ستجدين من صديقاتك التي ذكرت من تزوجت وتعيسة، ومن تزوجت وتتمنى أن لو كانت سيدة تعمل ومتحققة في مجالها ومهنتها، ومن تزوجت ولديها طفل لديه إعاقة وانقلبت حياتها رأسًا على عقب، ومن تزوجت وخانها زوجها، أو تزوج من أخرى وأهملها، ما أقصده من هذا كله هو أن تعيدي النظر في طريقة تفكيرك فلا يوجد أحد على وجه هذه الأرض لديه حيازة للسعادة، ونال كل ما تمنى، أو ما يظنه يجب أن يكون.
الزواج والطلاق والعزوبية والفقر والغنى وغيره من حالات لنا كبشر اقتصادية واجتماعية وصحية تتدخل فيها الأقدار كغيب لا نعلمه بشكل كبير، لا لا تحملي نفسك فوق طاقتها، ولا تتحسري على جمال أو تدين ضاع، بزعمك، بدون زواج، فليست هذه هي الحقيقة.
مرة أخرى يعتمد الأمر بشكل كبير على طريقة تفكيرك ونظرتك للحياة ولنفسك، ولن أناقش معك مسألة أهلك، فهم كغيرهم من أفراد في المجتمع، بلا وعي، ولا نضج نفسي يكفي للدعم والتفهم والاحتواء، لذا ضعيهم خارج حساباتك.
لا أعرف هل أنت مكتفية بأنك جميلة ومتدينة ومن أسرة طيبة وتعملين، لو أن الأمر هكذا، فأنت بحاجة إلى الانخراط في أنشطة ثقافية واجتماعية، ورياضية وغيرها مما يتوافر في المجال العام في المجتمع، شاركي في الدوائر العامة التي يتلاقى فيها الرجال والنساء، ويتعارفون، لربما تجدين ضالتك، ويجدك من يبحث عنك.
نعم، يحتاج الأمر إلى مزيد من بذل الجهد، وشغل النفس، ووضع طاقتك في محلها، فإن عدمت الحصول على زوج فقد عشت الحياة، والأجزاء المتوافرة منها، ولم تموتي كمدًا وحسرة على فوات "جزء" منها.
انتبهي إلى جمال وجودك في الحياة يا عزيزتي وأنت "فتاة"، فليس دورك وجمال وجودك مقتصرًا على كونك "مدام فلان" أو "أم فلان" وفقط.
ودمت بكل خير ووعي وسكنية.
اقرأ أيضا:
الزواج ليس نهاية الحكاية .. 7 أشياء يبحث عنها الرجل في المرأةاقرأ أيضا:
قواعد الحزن السبعة.. هكذا تواجهها