مرحبًا بك يا عزيزتي..
من الواضح أن زوجك له سمات شخصية تميل إلى الانطوائية أو الخجل، أو حتى كما قلت عدم القدرة على التعبير عن مشاعره وعاطفته، التي من المؤكد أنه يحملها لك، لكنه لا يستطيع التعبير لأسباب نتعدد، ربما يرجع بعضها لسمات شخصيته، أو تنشئته، أو غيرها.
لا أعرف هل كان هكذا وقت الخطوبة ظاهر لك أم ماذا، فلو أنه هكذا منذ البداية وقبلت أنت الزواج منه فلا محل لهذه الشكوى من الاعراب، نعم، فمنذ الخطوبة كان لابد من ابداء الرفض لهذا الذي يزعجك الآن.
وعلى أية حال، الزواج قبول للشخص، الشريك، بمميزاته وعيوبه، وسأتفق معك أن ما لا يعجبك في زوجك هو من عيوبه، وقد أصبحت زوجة "قبلته وهو هكذا" وأما أيضًا، ولست الخطيبة التي من الممكن أن تفسخ الخطوبة، لذا فتلمس الحلول ستختلف سبله، وكذلك طريقة تفكيرك في الأمر.
وبما أنه ليس بملكنا أن نغير الآخرين، وإنما هم يتغيرون برغبتهم وإرادتهم، فعلينا أن نغير نحن استجاباتنا وطريقة تفكيرنا حيال المشكلة، فما هي مميزات هذا الزوج غير الرومانسي وغير العاطفي والذي لا يعرف كيف يعبر عن مشاعره أو يكون شخصًا دافئًا؟!
نعم لابد أن تضعي مميزاته تحت العدسة المكبرة، وتقبلي عيبه، وتعملي على التخفيف من وقعه عليك، لا بأس أن تبادري أنت بتهنئته بالعيد، مثلًا، ولا تجعلي الأمر عنادًا أو ندًا بند، ولا بأس أن تهنئيه بعيد ميلاده، ولا بأس أن تقيمي أنت احتفالًا صغيرًا ومحدودًا بعيد زواجكم، ما دمت تحبين هذا فلا تتغيري، وافعليه أنت، وربما مع التكرار، والإصرار يتغير هو في يوم ما. لا بأس أيضًا أن تتحدثي مع قريبة له تكون متفهمة للوضع وقريبة منك، كأخته مثلًا، ومن ثم يمكن التلميح من جهتها لأهمية التعبير عن العاطفية والرومانسية في الكلمات والأفعال مع الزوجة، كأن تحكي ما يفعله زوجها ومدى سعادتها بهذا وهكذا، فاللبيب بالإشارة يفهم.
مشكلتك تحتاج إلى حيلة، ومرونة في التعامل معها حتى تصغر ولا تضايقك، وليس معنى كلامي أنه ليس من حقك أن تسمعي كلمات رومانسية، أو تتلقي عاطفة بشكل تحبينه، ولكن عدم وجود هذا من قبل الزواج وموافقتك على الزواج يحملك جزءًا من المسئولية ودفع الثمن، لذا حاولي تخفيف هذه الأثمان، والسعي لتغيير ما يريحك مع الصبر، والقبول، لا الشكوى والرفض والتذمر، فهذا لن يجلب لك تغييرًا بالمرة بل تدميرًا لحياتك الزوجية، وهذا ليس مطلوبًا على الاطلاق.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.