أخبار

يغتال العقل أكثر من الخمر ويخدع العلماء.. ما لم تسمعه عن الطمع

قلب المؤمن بين الرجاء والخوف .. أيهما يجب أن تكون له الغلبة ليفوز برضا الله وقبول عمله؟

5 ارشادات مهمة قبل اجراء مقابلة القبول بالعمل

دعاء ردده عند الاستيقاظ من النوم تضمن قبول صلاتك

من فضائل سورة الفاتحة.. اجعلها من أذكارك اليومية تفتح الأبواب المغلقة

"خلف أضاعوا الصلاة".. ما عقوبة تارك الصلاة يوم القيامة؟

حتى لا تغتر بملكاتك.. هل يكفيك هذا يوم القيامة؟

حلف ألا يشاهد الأفلام الجنسية لكنه حنث في قسمه.. كيف يقلع عنها ويكفر عن يمينه؟

هل يكفي الغسل بعد الجنابة للصلاة أم يجب الوضوء؟

حتى لا تعيش دور الضحية.. كيف تتجاوز الخذلان وتقف مجددًا على قدميك؟

أصعب يوم في الوجود مدته 50 ألف سنة.. كيف سيمر على المؤمنين؟

بقلم | خالد يونس | الثلاثاء 07 ديسمبر 2021 - 08:53 م

يوم القيامة هو اليوم الأعظم واليوم الأصعب في تاريخ الوجود كله.. هو يوم تحديد المصير.. يوم يكون الناس فيه فريقان لا ثالث لهما ، فريق في الجنة وفريق في السعير، ويكفي أن طوله يعادل 50 ألف سنة من سنين الدنيا.

 يقول الشيخ أبو زيد الأزهري في خطبة له: أخْبَرَنا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ببَعْضِ أُمورِ الآخِرَةِ، وما فيها مِن أهْوالٍ، وبيَّن ما يُلاقيهِ المُؤْمِنُ مِن رحْمةِ اللهِ، وما يُلاقيهِ العُصاةُ والكَفَرةُ من الخِزْيِ والهَوانِ، وبين القرآن خُطورَةِ الموقِفِ يوْمَ القيامَةِ وما في هذا اليوم من الشدائد والأهوال يوم يحشر الخلائق من القبور إلى أرض المحشر فإذا الناسُ حفاةٌ عراةٌ رجالًا ونساءً كالفراشِ المبثوث ،الجبالُ كالعهنِ المنفوش، السماءُ انفطرت ومارت وانشقَّت وفُتِحت وكُشِطت وطُوِيَت ، والجبالُ سُيِّرت ونُسِفَت ودُكَّت، والأرضُ زُلِّزِلة ومُدَّت وأَلقت ما فيها وتخلَّت ، الوحوشُ حُشِرَت، البحارُ فُجِّرت وسُجِّرت ، الأمم على الرُكبِ جثت وإلى كتابها دُعيت، الكواكبُ انتثرت، النجومُ انكدرت ،الشمسُ كُوِّرت ومن رؤوسِ الخلائقِ أُدنِيت ، الأممُ ازدحمت وتدافعت، الأقدامُ اختلفت، الأجوافُ احترقت، فاض العرق فبلغ الحقوين والكعبين وشحمة الأذنين ، والناسُ بين مستظلِ بظلِ العرش، ومصهورٍ في حرِّ الشمسِ ،الصحفُ نُشِرَت، والموازينُ نُصِبَت، والكتبُ تطايرت، صحيفةُ كلٍ في يده مُخبِرةٌ بعمله، لا تُغادِرُ بليةً كتمها، ولا مخبأة أسرَّها ، اللسان كليلُ والقلبُ حسيرٌ كسير، الجوارحُ اضطربت، الألوانُ تغيَّرت لما رأت، الفرائصُ ارتعدت، القلوبُ بالنداءِ قُرعت، والموءودةُ سألت، والجحيمُ سعرت، والجنةُ أزلفت ، عظُمَ الأمر، وأشتدَ الهول، والمُرضِعةُ عمَّا أَرضعت ذُهِلت، وكلُ ذاتِ حملٍ حملها وضعت ، زاغتِ الأبصارُ وشخصت، والقلوبُ الحناجرَ بلغت ، وانقطعت علائقُ الأنسابِ.

يوم عسير على الكافرين


ويقول الشيخ: بين الله تعالى هول يوم القيامة على الكافرين إذ قال الله عز وجل { الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا } [الفرقان:26]  وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يُنْصَبُ لِلْكَافِرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِقْدَارُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ كَمَا لَمْ يَعْمَلْ فِي الدُّنْيَا، وَإِنَّ الْكَافِرَ لَيَرَى جَهَنَّمَ وَيَظُنُّ أَنَّهَا مُوَاقِعَتُهُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً» ( [2]  ) ، وقال الله تعالى ( فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ * عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ ) ( المدثر : 9 , 10 ) ، وقال الله جل شأنه (مّهْطِعِينَ إِلَى الدّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هََذَا يَوْمٌ عَسِرٌ ) ( القمر : 8 ) وهذا يعني أن يوم القيامة يطول على الكفار ويقصر على المؤمنين .

المؤمنون على كراسي من نور


يتابع الشيخ أبو زيد الأزهري قائلًا: صور الله عز وجل حال المؤمنين يوم القيامة فقال سبحانه وتعالى : (أَصْحَابُ الْجَنّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مّسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً) ( الفرقان : 24 ) : فهذه الآية الكريمة تدل على انقضاء الحساب في نصف نهار لأن المقيل القيلولة أو مكانها ، وهي الاستراحة نصف النهار في الحر ، وممن قال بانقضاء الحساب في نصف نهار : ابن عباس وابن مسعود وعكرمة وابن جبير ، لدلالة هذه الآية على ذلك ، كما نقله ابن كثير وغيره ويشهد له ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال { يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ } مقدارُ نصفِ يومٍ من خمسينَ ألفِ سنةٍ يهُون ذلك على المؤمنِ ، كتدلِّي الشمسِ للغروبِ إلى أن تغربَ ) .

وثبت في صحيح بن حبان عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله تعالى عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "تَجْتَمِعُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقَالُ: أَيْنَ فُقَرَاءُ هَذِهِ الْأُمَّةِ؟ فَيَقُومُونَ، فَيُقَالُ لَهُمْ: مَاذَا عَمِلْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا، ابْتُلِينَا فَصَبَرْنَا، وَولَّيْتَ الْأُمُورَ وَالسُّلْطَانَ غَيْرَنَا، فَيَقُولُ اللهُ عز وجل: صَدَقْتُمْ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ النَّاسِ، وَتَبْقَى شِدَّةُ الْحِسَابِ عَلَى ذَوِي الْأَمْوَالِ وَالسُّلْطَانِ"، قَالُوا: (فَأَيْنَ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَئِذٍ؟) قَالَ: "يُوضَعُ لَهُمْ كَرَاسِيُّ مِنْ نُورٍ، مُظَلَّلٌ عَلَيْهِمُ الْغَمَامُ، يَكُونُ ذَلِكَ الْيَوْمُ أَقْصَرَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ مِنْ سَاعَةٍ مِنْ نَهَارٍ ) .

وفي صحيح بن حبان وحسنه الحافظ بن حجر عن أبي سعيد الخدري قال قِيلَ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: يَومًا كان مِقدارُه خَمسينَ أَلْفَ سَنَةٍ، ما أطوَلَ هذا اليَومَ! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: والَّذي نَفْسي بيَدِه، إنَّه لَيُخفَّفُ على المُؤمِنِ حتَّى يَكونَ أخَفَّ عليه من صَلاةٍ مَكتوبةٍ يُصلِّيها في الدُّنيا ) .

و عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( يومُ القيامَةِ على المؤمنينَ كقدْرِ ما بينَ الظٌّهرِ والعصرِ ) .

ويضيف الشيخ أبو زيد الأزهري: إن مما يخفف شدة هول القيامة على المؤمنين لقاء رب العالمين جل في علاه وهم أسعد الخلق بهذا اللقاء كما قال الله سبحانه: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا [43] تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا [44]} [الأحزاب: 43- 44]  ، لذا كان نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فِي حَيَاتِهِ يَدْعُو بِالشَّوْقِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، وإلى لقائه يوم القيامة  وَمِنْ مَأْثُورِ دُعَائِهِ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي دُعَاءٍ طَوِيلٍ: «وَأَسْأَلُكَ بَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَأَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ، وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ، فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، وَلَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ»(  [7] ) رَوَاهُ النَّسَائِيُّ وسنده صحيح .

اقرأ أيضا:

قلب المؤمن بين الرجاء والخوف .. أيهما يجب أن تكون له الغلبة ليفوز برضا الله وقبول عمله؟

وكذلك مما يهون يوم القيامة على المؤمنين أن الله تعالى يدخل من أمة النبي صلى الله عليه وسلم سبعين ألفا مع كل واحد سبعون ألفا الجنة بغير حساب ففي (مسند أحمد) بإسناد صحيح عن أبي بكر رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أعطيت سبعين ألفاً من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب، وجوههم كالقمر ليلة البدر، قلوبهم على قلب رجل واحد، فاستزدت ربي عز وجل، فزادني مع كل واحد سبعين ألفاً))(  [8]  ) وهذا الحديث يبين أن من يدخل الجنة من أمة النبي صلى الله عليه وسلم بغير حساب أربعة مليارات وتسعمائة مليون  مسلم ،  يضاف إلى هذا العدد قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح لما تكلم عمن يدخل الجنة بغير حساب قال (وثلاثُ حَثياتٍ من حَثياتِ ربِّي ) فما أكرم الله تعالى .

أَنَّ مَنْ طَالَ انْتِظَارُهُ فِي الدُّنْيَا لِلْمَوْتِ لِشِدَّةِ مُقَاسَاتِهِ لِلصَّبْرِ عَنِ الشَّهَوَاتِ فَإِنَّهُ يَقْصُرُ انْتِظَارُهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ خَاصَّةً، فَاحْرِصْ أَنْ تَكُونَ مِنْ أُولَئِكَ الْمُؤْمِنِينَ، فَمَا دَامَ يَبْقَى لَكَ نَفَسٌ مِنْ عُمُرِكَ فَالأَمْرُ إِلَيْكَ وَالاِسْتِعْدَادُ بِيَدَيْكَ، فَاعْمَلْ فِي أَيَّامٍ قِصَارٍ لأَِيَّامٍ طِوَالٍ تَرْبَحُ رِبْحًا لاَ مُنْتَهَى لِسُرُورِهِ، وَاسْتَحْقِرْ عُمُرَكَ بَلْ عُمَرَ الدُّنْيَا فَإِنْ صَبَرْتَ عَنِ الْمَعَاصِي فِي الدُّنْيَا لِتَخْلُصَ مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ مِقْدَارُهُ خَمْسُونَ أَلْفَ سَنَةٍ يَكُنْ رِبْحُكَ كَثِيرًا وَتَعَبُكَ يَسِيرًا.

اقرأ أيضا:

"خلف أضاعوا الصلاة".. ما عقوبة تارك الصلاة يوم القيامة؟

اقرأ أيضا:

حتى لا تغتر بملكاتك.. هل يكفيك هذا يوم القيامة؟


الكلمات المفتاحية

يو م القيامة 50 ألف سنة المؤمنون رؤية الله الكافرون

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled يوم القيامة هو اليوم الأعظم واليوم الأصعب في تاريخ الوجود كله.. هو يوم تحديد المصير.. يوم يكون الناس فيه فريقان لا ثالث لهما ، فريق في الجنة وفريق في