مرحبًا بك يا عزيزتي..
أحييك لحرصك على معرفة التسلوك الصحيح فيما تعرضت له من موقف و"ورطة".
أعتقد أن وصف الورطة هو الأنسب لحالتك، ورغبتك في القيام بدور "المنقذ"، بزعم الشهامة والشفقة سيورطك أكثر وأكثر!
في الحياة يا عزيزي، نحن لا نحاسب على اختيارات غيرنا، ولا مطلوب منا أن نفدي الآخرين بأرواحنا وحياتنا وطاقتنا لنحميهم من اختياراتهم الخاطئة.
الحياة يا عزيزي، اختيارات، ومسئوليات وتبعات نتحملها وأثمان ندفعها جراء هذا كله، وكل مسئول عن "ورقته" هو وفقط، ورقة الاختبار التي تخصك لا تخص أحدًا سواك، وهكذا.
مع هذه السيدة وغيرها دورك أن تحافظ على عفتك، وتحمي حدودك، ولا تسمح باستباحتها تحت أي مسمى، ولو كان المسمى هو "الرجولة" و"الشهامة"، فالأمر ليس هكذا، وإنما هو خداع النفس.
دورك معها وتجاه نفسك أن تعرفها أن اختياراتها هي مسئوليتها وحدها، وعليها أن تختار بين الاستقامة والرضى بزيجتها وقبول آلامها، أو الطلاق والزواج ممن تحب، وإن أنت تبادلها مشاعر الحب هذه، فتزوجها.
واجبك ودورك أن تعرفها أنها لا يجب أن تظل هكذا "ضحية" لزوج وحياة بائسة، فترتكب الآثام بزعم أنها ضحية قليلة الحيلة!
أرجو ألا تسير المزيد من الخطوات في طريق توهم الدعم النفسي لهذه الزوجة البائسة وغيرها يا عزيزي، فهذا ليس دورك، بل هو دور الاختصاصيين النفسيين، فأنت لست مسئولًا عنهن، ولا عن أفعالهن، وظروفهن، وآلامهن، ولا حمايتهن من أي شيء، فكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه، كما أخبرنا الله في قرآنه.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.