مرحبًا يا عزيزتي..
ما تشعرين به من رغبة في الإلتقاء بشاب والارتباط معه في علاقة عاطفية، هو طبيعي، وفطري، ولابد أن يحدث، والمشكلة هي، متى يكون هذا جيدًا وفي مصلحتك؟
الالتقاء في علاقة يا عزيزتي يكون من أجل الزواج، والزواج كعلاقة تحتاج إلى عوامل كثيرة لابد من توافرها في طرفي العلاقة لتنجح، فهل هي موجودة لديك الآن، أو لدى صديقاتك من فتيات المدرسة، أو من يحبونهن؟!
ثم من أكد لك أن ما تفعله الفتيات في المدرسة، جيد، ومفيد، وفي مصلحتهن؟
ومن أخبرك يا عزيزتي أنه يجب أن نقلد الآخرين في سلوكياتهم، وتصرفاتهم؟
فتيات المدرسة تركن قيادة مصيرهن لمشاعرهن فهل هذا هو التصرف وطريقة التفكير الصحية والصحيحة؟
ربما تدين أسرتك كان صمام أمانك وحمايتك وأنت لا تدرين يا عزيزتي، وهو نعمة، لن تعرفي قيمتها إلا عندما تشاهدين مصيرًا مأسأويصا، ونتائج كارثية، لهذه العلاقات على الفتيات في الحاضر وفي مستقبل أيامهن.
الجروح العاطفية في هذه المرحلة العمرية يا عزيزتي، والصدمات العاطفية تكون "قاصمة" فالمشاعر غضة، وطازجة، ومتفتحة، ومن ثم يكون الوجع والالألم في ذروته، ومن ثم يؤثر بشدة على الشخصية وتكوينها، والتصور للعلاقات العاطفية، والزواج، والرجال، والحياة بأسرها.
الحب الحقيقي يا عزيزتي لابد أن يكون في "النور"، لا "الظلام"، وفي "العلن" لا "السر" وبطريقة جادة ومسئولة لا عبثية ومستهترة، فهو بذرة طيبة لنبتة صالحة، وارفة الظلال، لابد أن يتم رعايتها لتكبر بشكل طبيعي وصحي وكريم، لذا فما تخوض فيه فتيات المدرسة ما هو إلا علاقات عاطفية سامة، ومؤذية، للغاية، ما هو إلا "انتحار" عاطفي، تستباح فيه مشاعرهن مع شباب يعبثون على الأغلب ويتسلون.
حق نفسك عليك الآن هو أن تحبيها، وتحميها، وتقدريها، وتقبلي رغباتها، وتعدينها بأن تنفذ في وقتها المناسب ومع الشخص الذي يستحق، لأنك تستحقين هذا التكريم، وهذا الحب "الحقيقي".
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.