خلال الفترة الأخيرة، انتشرت كثيرًا، وخصوصًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وأحيانًا عبر نشرات ورق أمام المساجد، تتضمن بعض الآيات يقسم صاحبها أن تجلب الرزق وتعين على الحياة، بل وتدخل من يقرأها الجنة، أو يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، وهي أمور أوجب أهل العلم أنها من البدع التي على المسلمين عدم اتباعها.

أحدهم يروي أنه حصل على نشرة من هذه النشرات، وقد بدأها صاحبها بقول الله تعالى: «قُلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ» (الزمر:66)، وذكر بعدها آيات، ثم قال ما نصه: "اهتم بإرسال هذه الآيات لتكون مجلبة خير ورزق ومال وفير، ثم ذكر بعد ذلك أنه تم توزيعها حول العالم، وأن من اعتنى بها ربح ربحا كثيرا، ومن أغفلها أصيب بأنواع من الحوادث، وذكر أنها تمنع الضرر وتجلب العلاج والخير بعد أربعة أيام".

كذب وافتراء

لكن العلماء بينوا (ومن ذلك بيانات منسوبة لدار الإفتاء المصرية والأزهر الشريف)، أن مثل هذه البيانات كذب وافتراء على الله عز وجل، بل أن هناك من ينسب مثل هذه المنشورات الكاذبة إلى خادم حجرة النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، وهو أمر لا أساس له من الصحة على الإطلاق، ومن ثم الواجب على كل مسلم أن يحذر مثل هذه النشرات تمامًا، وأن يحذر منها غيره عملًا بقول الله سبحانه: «وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ» (المائدة:2) وقوله سبحانه: «وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ» (التوبة:71)، لأنها لاشك من مضلات الفتن ونزغات الشيطان.

اقرأ أيضا:

تسييس خلافات الصحابة والجرأة عليهم..هذه هي خطورتها

أدعية مستجابة

أما وإن كان الأمر يستحق الالتجاء، فلله الملجأ كله، ادعه، ولا تتأخر لحظة، فهو مالك الملك الذي يقول للشيء كن فيكون، فإياك أن تسير خلف أوهام قد توقعك في مغبة الشرك بالله وليعاذ بالله، وأنت لا تدري، بينما هناك الطرق التي حددها الشرع للخروج من أي مأزق.

ومن ذلك الدعاء، قال الله عز وجل: « وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ » (غافر: 60).

وعليك ألا تنس في دبر أي صلاة أن تسأل الله بما كان يسأل به عبده ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فعن سيدنا أنس رضي الله عنه قال: كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم ربَّنا آتِنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقِنا عذابَ النار»، فبه جوامع الدنيا والآخرة، ومن ثم لن تحتاج لأي دعاء آخر، فهوي يكفي ويفي