اعتاد المصريون على ترديد بعض المصطلحات التي تعني المحبة والتفاهم والتعاون، والتي عاشت لمئات السنين تتناقل من جيل لجيل، وكأن الحب هو الرابط الأساسي بين هذا الشعب الأصيل.. ومن هذه المصطلحات (حاضر من عينيا الاثنين .. صباح الفل والسعادة .. ربنا يبارك فيك وفي صحتك .. أنا آسف أنا غلطت سامحني .. ولا يهمك أنا مش زعلان ولا حاجة .. خللي بالك من نفسك .. من فضلك لو سمحت .. شكرًا كتر خيرك.. ربنا يجعل يومك فل)،.

إلا أنه أغرب ما في الأمر أنه رغم عدم وجود هذه المصطلحات صراحة في الشريعة الإسلامية، إلا أنه ينظر إليها على أنها مبادئ لا يمكن فصلها عن الدين الحنيف الذي يدعو لبث الألفة والمحبة بين الناس جميعًا.

مفعول السحر

ولاشك أن لمثل هذه الكلمات مفعول السحر على العلاقات الاجتماعية بين الناس، فمن المؤكد أن مجرد إلقائك كلمة (صباحك ورد أو فل) رغم عدم ثبوتها دينيًا، تفتح باب المحبة والود بين الناس، فضلا عن أن الكلمات الأخرى التي تحمل معاني الدعاء تفتح أبواب عظيمة من علاقات طيبة بين الناس شتى.. إذن لهذه الكلمات تأثير كبير على حياة الناس، إلى الأفضل والأحسن، وإلى تحسين العلاقان بين الجميع، وهي أمور لا يمكن أن يمنعها الإسلام، وإن كان الأفضل ترديد المصطلحات التي جاء بها الإسلام مثل (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته).

لكن هذا قد يتعارض فقط مع لفظة صباح الخير أو صباح الورد، بينما بقية الأدعية اليومية، لا يمكن أن يعارضها شيء، بل هي من لب الإسلام، أن يدعو المسلم لأخيه المسلم، فيحصلان معًا على الأجر والثواب كاملاُ، فقد أكدت السنة النبوية فضل الدعاء بظهر الغيب في الحديث الذي روي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، إِلاَّ قَالَ الْمَلَكُ: وَلَكَ بِمِثْلٍ».

اقرأ أيضا:

وانتهت الأيام العشر.. فهل انفض مولد (الإيمانيات)؟

صدقة حقيقية

أيضًا قد لا يدري من يدعو لأخيه المسلم، أو يسأل الله له أن يمنحه يومًا طيبًا، أن مثل هذه الكلمات قد تكون صدقة له، يثاب عليها، فإن هذا الكلام وإن لم يكن طيبا بذاته لكنه طيب في غاياته في إدخال السرور على إخوانك، مما يقربك إلى الله عز وجل، قال سبحانه: « إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ» (فاطر/10).

 فتخيل مجرد أن تبتسم في وجه أخيك، وأن تطلب له اليوم الجميل أو النهار الطيب أو السعة في الرزق، وغيرها من الأدعية التي اعتادها المصريون، فأنت فزت بالكثير والكثير، ومن ذلك: (أن تحصل على أجر الدعاء.. وأن تنال مثل ما دعوت به.. وأن يصل حديثك الطيب إلى الله عز وجل.. وأن تكون سببًا في إشاعة الجو الطيب بين الناس.. وأن يكتب لك بأجر ذلك صدقة).. فكيف لنا بكل هذا الفضل العظيم، ونرفض أن نردد هذه الكلمات العظيمة البسيطة!.