مازال النبي صلى الله عليه سولم يحذر امته من كل طريق يؤدي إلى النار ويبعد عن الجنة، فما ترك النبي شيئًا يؤدي إلى مصلحة الإنسان والحفاظ على فطرته السليمة وصيانة ماله وعياله إلا ودل إليه، وما رأى طريقًا يبعد عن الجنة ويقرب من النار ويهدر الفطرة السليمة ويضيع المال والصحة ويهدم الأسرة إلا وحذر منه، ومن بينها كبائرُ الذُّنوب التي تجعَلُ العَبدَ على مَشارِفِ غضَبِ اللهِ وعِقابِه وتكونُ سببًا في عدمِ دُخولِه الجَنَّةِ، إنْ لم يتُبْ منها قَبلَ مَوتِه.
ومن بين الأحاديث الشريفة التي دل فيها النبي صلى الله عليه وسلم على معالم الطريق الصحيح، فيقولُ: "ثلاثةٌ لا ينظُرُ اللهُ عزَّ وجلَّ إليهم يومَ القيامةِ، وهم:
"العَاقُّ لوالدَيْهِ"، والعُقوقُ هو قَطْعُ صِلةِ الرَّحمِ وأسبابِها، والمرادُ هنا عُقوقُ الوالدَينِ بأيِّ صُورةٍ من الصُّوَرِ مِن السَّبِّ والضَّربِ، وجَلْبِ اللَّعنِ لهما من النَّاسِ، وعِصيانِهما في المعروِف، والتَّضجُّرِ من وجودِهما، والتَّقصيرِ في حقوقِهما، وعَدمِ الإنفاقِ عليهما، وعَدمِ خفْضِ الجَناحِ لهما، وتَقديمِ الزَّوجةِ والأولادِ عليهما وأي نوع من أنواع الأذى لمشاعر او بدن الأبوين.
"والمرأةُ المُترجِّلةُ"، أي: المرأةُ الَّتي تتشبَّهُ بالرِّجالِ في شَكلِهم وهيئَتِهم.
"والدَّيُّوثُ"، وهو الَّذي يَرضَى السُّوءَ ويُقِرُّ بالفاحشةِ في أهلِه؛ فلا يكونُ عندَه غَيْرةٌ على أهلِه؛ فهؤلاءِ الثَّلاثةُ لا ينظُرُ اللهُ إليهم؛ لشَناعةِ وفَداحةِ ذَنْبِهم.
ثلاثة أخرون لا يدخلون الجنة
وفي رواية أخرى، ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أنواع من الأشخاص لا يدخلون الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثةٌ لا يدخلون الجنَّةَ أبدًا: الدَّيُّوثُ، والرَّجِلَةُ من النساءِ، ومُدمنُ الخمرِ قالوا: يا رسولَ اللهِ ! أما مُدمنُ الخمرِ فقد عرَفْناه، فما الدُّيُّوثُ؟ فقال: الذي لا يُبالي من دخل على أهلِه قُلنا: فما الرَّجِلَةُ من النساءِ. قال: التي تشبَّه بالرِّجالِ).
اما الديوث: فهو كما قلنا فهو الرجل الذي لا يغار على عرضه أو شرفه ولا على النساء المسؤل عنهم مثل الأخت أو الزوجة أو الأم، وهم يقومون بارتكاب الكثير من المعاصي والمحرمات وارتكاب الزنا مع النساء بموافقتهم أو دون موافقتهم.
الرجلة من النساء هم نساء أو فتيات يقومون بتقليد الرجال سواء في طريقة لبسهم أو طريقة سيرهم أو طريقة حديثهم، حيث ذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث حيث قال فيه: (لَعَنَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الْمُخَنَّثِينَ من الرجالِ والْمُتَرَجِّلاتِ من النساءِ قال : فقلتُ : ما الْمُتَرَجِّلاتُ من النساءِ قال : الْمُتشبهاتُ من النساءِ بالرجالِ).
وقد انتشرت هذه الصفة عند نساء كثيرات فقد تفاجأ ببعض الفتيات تمضي في سلوك ولبس الرجال، والتشبه هنا ربما لا يكون في تقليد الرجال من حيث الزي والشكل من الناحية العضوية، ولكن هناك من الناس من تتشبه بالرجال في الصفات والأخلاق.
فربما تجد على إحدى المقاهي عدد كثير من النساء في وقتنا الحالي يجلسون ويدخنون الشيشة بشكل مقززن حتى أن المرأة تجلس في أسوء ما يكون لها من أخلاق حينما تراها وهي تنفخ في النار وتخرج الدخان من فمها وأنفها وكأنها رجل يدخن الشيشة منذ الصغر، بل وقد تجد من الفتيات من يتسابقون على أطول نفس في تدخين الشيشة بما يسيئ لأخلاقهن.
وهناك من الفتيات من تمضي في الطريق وتجدها تتفوه بألفاظ لا يقدر الرجال على التلفظ بها، بل أصبحنا نرى بعض الطالبات في المرحلة الثانوية يحملون المطاوي ويسبون الدين، ويتشاجرون مع الشباب.
وقد لا تندهش وأنت تجد المرأة أو الفتاة في الطريق وهي في أحضان الشاب أو الرجل أمام المارة وفي بعض الشوارع الهادئة، بل قد تجدها في علاقة حميمية كاملة دون ان تخجل من أن يراها أحد، وهي أبشع صور نشر الفساد في العصر الحالي.
وفي الحديث السابق ذُكر أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أشار إلى أن الله سبحانه وتعالى لا يحب الرجال الذين يتشبهون بالنساء ويلعنهم الله تعالى ووصفهم بـ المخنثين، وأشار أيضاً إلى أن الله سبحانه وتعالى لا يحب النساء الذين يتشبهون بالرجال ويلعنهم الله تعالى ووصفهم بـ المترجلات، ووضح أيضاً إلى أن الله سبحانه وتعالى يلعن المسؤولين عن المرأة وكل من رضى على نسائهم أن يتصرفوا بهذه الطريقة مثل الأخ أو الأب أو الزوج.
اقرأ أيضا:
"الدنيا ريشة في هوى".. كيف تجعلك هذه الكلمات تطير من على الأرض؟المدمن على شرب المسكرات
شرب الخمر والكحول يذهب الشخص إلى حالة من السكر ويعتبر السكر هو مفتاح كل الشرور والباطل، فالسكر يذهب العقل، ويهدر المال، ويضر بصحة الإنسان ، ويجرد الإنسان من ذهنه وتفكيره بطريقة صحيحة، حيث يؤدي السكر إلى ارتكاب المعاصي وكل ما حرمه الله سبحانه وتعالى مثل الزنا والقتل والسرقة وعدم الصلاة أو الصوم ويذكر أن الشخص المدمن على الكحول والخمر غالباً يكشف أسراره.