عزيزي المسلم، دون أي تردد: (افعل الخير ، وليقع حيث يقع …فإن وقع في أهله، فهم أهله .. وإن وقع في غير أهله، فأنت أهله)، هكذا تنعم بالراحة من كل الاتجاهات، فمن جهة أرضيت ربك في إخراج زكاتك وصدقاتك وساعدت المحتاج والفقير، ومن جهة أخرى حصلت على راحة بال ليس لها مثيل، لأن المتصدق وخارج الزكاة دائمًا ما ينال تقديره من الله عز وجل وليس من البشر، طالما أنه بالفعل كانت نيته خالصة لوجهه الكريم، وأيضًا بالتأكيد ستحصل على رضا الناس، لأنه إخراج الصدقات ومساعدة الناس من أهم أبواب حب الناس.
وفي الحديث الذي يرويه سيدنا علي بن الحسين على أبيه عن جده رضي الله عنهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اصنع المعروف في أهله وفي غير أهله فإن أصبت أهله فهو أهله وإن لم تصب أهله فأنت من أهله».
إياك أن تندم على الخير
قد يقول قائل، فعلت الخير في فلان، ثم ندمت لأنه لا يستحق؟، ولمثل هؤلاء نقول لهم: إياك والندم على الخير أبدًا، لأن المجازى عنه هو الله عز وجل بذاته العليا، وليس الناس، ثم إن كان هو ليس أهلا للمساعدة، فكن أنت أهل المساعدة للناس مهما كانت ظروفهم وظروفك.
ولا تنس قول رسولك وحبيبك محمد صلى الله عليه وسلم: «صاحب المعروف لا يقع , وإن وقع وجد متكأ»، فإن فعلت المعروف ستجد الله يساندك دومًا، طالما أنك أخرجته لله وفقط، فقد قالت العرب قديماً : «ازرع جميلاً ولو في غير موضعه..........فلن يضيع جميل أينما صنع.. إن الجميل إذا طال الزمان به..........فليس يحصـده إلا الذي زرع».
انس الجحود وتذكر رب الخير
عند عمل الخير، إياك أن ترى أو تتذكر الجحود، فقط تعامل مع من لا ينسى فعل الخير ويدونه لك ليوم مشهود، فقد يعمل العبد معروفًا لمن حوله ثم يفاجأ بالجحود والنكران والجفاء وكفران النعمة، وقد كان يتوقع خلاف ذلك وإذا به يزهد بعد ذلك فى فعل الخير.. وهذا بالتأكيد خطأ كبير، لأنك بالأساس لا تنتظر الفضل من الناس وإنما رضا الله، فسر وأكمل طريقك ولا تخشى الناس أبدًا، وافعل الخير ولا تندم فالخير والأجر سيصل إليك لا محالة وإن خذلك الناس وجحدوا فضلك وإحسانك.
ونبينا الأكرم صلوات الله وسلامه عليه، كان من قبل وبعد بعثته أكثر الناس نفعاً للآخرين، وأشدهم حرصاً على قضاء حوائجهم، حتى وصفته أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها في أول بعثته، فتقول: « والله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكَلَّ، وتُكسِب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق».
اقرأ أيضا:
الإيمان قول وعمل واعتقاد.. وهذا هو الدليل