عزيزي المسلم، احذر الوقوع في بعض الأمور البسيطة جدًا، والتي قد تبطل أعظم العبادات، ومن ذلك، عدم إكمال الوضوء على الوجه الذي علمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد تفعل كل شيء، وتنسى أو تتناسى عقب الكعب، فيبطل وضوئك، ومن ثم تبطل صلاتك.
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: « تخلف عنا النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم في سفرة سافرناها ، فأدركنا وقد أرهقتنا الصلاة ونحن نتوضأ، فجعلنا نمسح على أرجلنا، فنادى بأعلى صوته: (ويل للأعقاب من النار ) مرتين أو ثلاثا»، والمعنى إياك أن يأخذك التعب أو المشقة، من أن تكمل وضوؤك الصحيح، لأن التبعة خطيرة جدًا، ستبطل صلاتك ومن ثم يقع عليك وعيد رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنك في النار.
الوضوء الصحيح
الوضوء فرض يجب على كل مسلم ومسلمة أن يحرص عليه، وأن يتعلمه على الوجه المشروع، وأن يحذر من التفريط أو الإفراط فيه.
قال الله تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى المَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الكَعْبَيْنِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ الله لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ » (المائدة: 6).
اقرأ أيضا:
تعرف على آخر وقت التكبير في عيد الأضحىأمة الوضوء
وأمة الإسلام هي أمة الوضوء، وذلك من آثار الوضوء على وجوههنا، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أمتي يدعون يوم القيامة غراً محجلين من آثار الوضوء».
وإلى جانب كون الوضوء وسيلة من وسائل التطهر والطهارة في حياة المسلم الذي يتوضأ في اليوم والليلة خمس مرات فهو كذلك من أعظم مكفرات الذنوب والخطايا والآثام، فقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «ألا أدلكم على ما يكفر الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات». قالوا: بلى يا رسول الله. قال: «إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة».
وإذا كان الوضوء أهم شرط لقبول الصلاة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم: «لا يقبل الله صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول»، فإن المحافظة عليه، والتنبه لنواقضه وشروطه وسننه وآدابه علامة من علامات الإيمان الصادق في العبد المسلم، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن».