الحفاظ على المروءة من أعظم ما يطلبه أصحاب القيم في كل العصور، وكان للإسلام الحظ الأوفر في الحفاظ على المروءة والقيم المجتمعية، والتي صرح بها صلى الله عليه وسلم :" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
الأمراء والملوك:
1-يقول أحد الوجهاء: كنت عند الأمير ابن هبيرة، فجري الحديث، حتي ذكروا العربية، فقال: والله ما استوي رجلان حسبهما واحد ومروءتهما واحدة، أحدهما يلحن والآخر لا يلحن، إلا أن أفضلهما في الدنيا والآخرة الذي لا يلحن.
فقلت: أصلح الله الأمير، هذا أفضل في الدنيا لفضل فصاحته وعربيته، أرأيت الآخرة ما باله فضل فيهما؟.
قال: إنه يقرأ كتاب الله على ما أنزل، والذي يلحن يحمله لحنه على أن يدخل في كتاب الله ما ليس فيه، ويخرج منه ما هو فيه.. فقلت: صدق الأمير.
2- وقال الخلفية العباسي أبو جعفر المنصور : الخلفية لا يصلحه إلا التقوي، والسلطان لا يقيمه إلا الطاعة، والرعية لا يصلحها إلا العدل، وأولي الناس بالعفو أقدرهم علي العقوبة، وأنقص الناس مروءة وعقلا من ظلم من هو دونه.
3- وقع الخليفة الواثق بالله إلي علي بن هاشم وقد شكاه غريم له: ليس من المروءة أن تكون آنيتك من ذهب وفضة، ولكن المروءة أن لا يكون غريمك عاويا، ولا جارك طاويا.
4- وكان فتي من طئ يجلس إلي الأحنف، وكان يعجبه، فقال له يوما: يا فتي، هل تزين جمالك بشئ؟
قال: نعم، إذا حدثت صدقت، وإذا حدثت استمعت، وإذا عاهدت وفيت، وإذا وعدت أنجزت، وإذا اؤتمنت لم أخن. فقال الأحنف: هذه المروءة حقا.
5- وقال الفيلسوف أفلاطون: من تمام مروءة الرجل كتمانه السر، وقبول الجميل علي ظاهرة.
6- وقال بعض الحكماء: من المروءة اجتنابك ما يشينك، واختبارك ما يزينك.
7- وقال الفضيل بن عياض: المروءة الاستغناء عن الناس.
8- وقال بعضهم: المروءة صدق اللسان، واحتمال عثرات الإخوان، وبذل المعروف لأهل الزمان، وكف الأذي عن الجيران.
9-وقيل لراهب: لم تكت الدنيا؟ قال: لأن تركتها مروءة.
10- وقال حكيم: عشرة تورث: التواضع يورث الرفعة، والندامة تورث التوبة، ورؤية المنة تورث الشكر، والإياس من الناس يورث التوكل، والعزلة من الخلق تورث الأنس بالحق وكظم الغيظ يورث زيادة العقل، وصدق النية يورث الجهد في العمل، وزيادة العمل تورث زيادة الخشية، ومخالفة النفس تورث توفيق الرب عز وجل، واستعمال المروءة في دين الله يورث مقام القرب من الله تعالي.
اظهار أخبار متعلقة