عمري 22 عامًا، مريض وسواس قهري، وأتعالج منه منذ سنوات، وأنا أكبر إخواتي، ومشكلتي أن والدي يعايرني بمرضي هذا كلما غضب مني، كما يفضل إخوتي الأربعة الباقيين عليّ في كل شيء.
كان والدي وأن طفل يضربني على كل صغيرة وكبيرة، ويعنفني وكذلك أمي، خاصة عندما أخفق في حفظ القرآن مع الشيخ.
حاولت التقرب منهم بلا جدوى، فنشأت طفل انطوائي، وحيد، أقضي معظم وقتي في الرسم، والقراءة، ثم أصبت بالمرض النفسي، فأصبحت أشعر دائمًا بالنقص.
ماذا أفعل؟
الرد:
مرحبًا بك يا عزيزي..
قلبي معك.
أحييك لثقتك بنا وكتابة هذه الرسالة التي على الرغم من أنها مؤلمة إلا أنها مبشرة فأنت على وعي بما حدث من أخطاء وإساءات ولست راضيًا عما حدث وهذه كلها بدايات جيدة ومبشرة بقرب الحل.
سعدت لوعيك ورغبتك في الخلاص، فكثيرون يستسلمون للمعاناة حتى يصل الواحد منهم للكهولة وربما الشيخوخة فيفيق متأخرًا جدًا، وقد كثرت خسائره، وبقى أمل ضعيف باهت في إمكانية تحصيل مكاسب.
المرض النفسي كما الجسدي ليس وصمة كما هو شائع للأسف في مجتمعاتنا، ومن المهم أن تصدق أنت في هذا، مهما تكن تصورات من حولك، وكل إساءات الطفولة التي تعرضت لها يا عزيزي لست مسئولًا عنها، ومن حقك الغضب لوقوعها والحزن من أجل ذلك بل والنوح على ما حدث، لتتهيء من بعد لحمل مسئوليتك والسير في طريق التعافي منها.
لا تدفن مشاعرك، ولا تخفي ألمك، فالدفن والكبت والانكار سلوكيات تؤدي إلى الاضطراب لا محالة، فلا شيء يختفي بدون أن نتحرر منه لا أن ندفنه.
سعدت أنك اتجهت للقراءة والرسم، فأحيانًا تؤدي بنا المصائب والأزمات والمحن والصدمات إلى طرق جيدة نعبر من خلالها عن مشاعرنا، ونقترب بسببها من أنفسنا، ونكتشف قدراتنا، ونطور مهاراتنا فنغدو أقوياء نفسيًا من حيث لا ندري ولا نحتسب.
أضف إلى القراءة والرسم، الكتابة، اكتب عن مشاعرك يا عزيزي، وعبّر عن أحزانك، وأفراحك، وكل مشاعرك وآلامك، فسيفيدك هذا كثيرًا للتعافي من تشوهات اساءات الطفولة.
أرجو أن تكون مستمرًا مع طبيبك في العلاج من الوسواس القهري، كما أنك تحتاج للتعافي من تدني الصورة الذاتية، والشعور بعدم الاستحقاق، والتقدير، وهذه كلها من آثار اساءات الطفولة التي تعرضت لها.
تحتاج من نفسك لقبول نفسك، امنح نفسك القبول والحب والاهتمام يا عزيزي، امنحه أنت لنفسك أولًا قبل الناس، ولا تنتظر، فكل ما ذكرته مؤلم لكنه ليس نهاية العالم، فقط ابدأ بنفسك مع نفسك، وتحدث مع طبيبك أو معالج نفسي عن علاقة بوالديك، لوضع خطة علاجية لاستعدال العلاقة، وكذلك يمكنك البحث عبر الانترنت وتثقيف الذات نفسيًا، اقرأ وشاهد برامج يوتيوب لاختصاصيين، أحط نفسك بكل ما يفتح مسامك للفهم والمعرفة حتى يمكنك السير ومعك عقل ويد متخصص يساعدك بالفعل ويضع معك خططًا علاجية للتعافي، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
نصائح للتعامل مع الزوجة خلال فترة الحيض؟اقرأ أيضا:
أغبياء لكنهم بارعون في تسويق أنفسهم أمام الناس؟!