يتصور بعض الناس أن الصدقة هي الزكاة، ويربطون بينهما، مع أن هذا غير صحيح على الإطلاق، فالزكاة فرض لا يقع عن أحد طالما قادر على إخراجها، بينما الصدقة سنة محببة على الجميع، فترى كثير من الأغنياء حين تسأله عن الزكاة يجيبك بأنه يخرج من الصدقات الكثير، ويمنح كل فقير يلتقيه في الشارع ما يستطيع، وهو بذلك لا يدري أن الأمر ليس كذلك.

الزكاة تعني حساب الدخل كل عام، ثم إخراج المقصود منه بالقدر الذي حدده الشرع عن كل مال أو غلة أو أطيان أو عقارات، أو ذهب، وخلافه، فمن منا بالفعل يجلس مع نفسه كل عام ويحسب حق ماله في الزكاة؟.. ربما لا يفعل ذلك سوى القليل جدًا من الناس، رغم أنها فريضة، وحث الدين عليها طويلا في القرآن والسنة.

مصارف الزكاة

وهناك مصارف عدة الزكاة، يبينها الله تعالى في قوله: «إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ» (التوبة 60)، إذن هي للفقراء والمساكين -المحتاجين للمساعدة ولا يجدون قوت يومهم-، والعاملين عليها -من يعمل على جمع الزكاة وليس له عمل آخر-، والمؤلفة قلوبهم -أي حديثي الدخول في الإسلام-، وفي الرقاب -أي عتق الأسرى-، والغارمين _أصحاب الديون وما أكثرهم-، وفي سبيل الله -أي المرابطين في الثغور المدافعين عن الأوطان والأعراض-، وابن السبيل -المسافر الذي انقطعت به الأسباب-، فهل نحن نبحث عن هؤلاء ونساعدهم؟.

اقرأ أيضا:

علاج الأمراض بالأذكار.. فطرة سوية أم دروشة صوفية؟

أهل الزكاة

الزكاة هي كما قال رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم: «تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم»، فهي فريضة فرضها الله عبادة للموسرين، ولطفاً ورحمة بالفقراء والمحتاجين، وتجب الزكاة على مال كل مسلم سواءً كان ذكرًا أو أنثى، الكبار والصغار، العاقل والمجنون، في حال توفرت شروط الاستقرار في المال، وبلوغ النصاب المحدد في الشرع، وحال عليها الحول- عام هجري-، وكان مالكها مسلمًا.

زكاة المال تجب في مال الملك الذي مر عليه (عام هجري) بعد بلوغ هذا المال النصاب، أما النصاب فهو خمسة وثمانون جرامًا من الذهب، أو خمسمائة وخمسة وتسعون جرامًا من الفضة، أما النصاب بالنسبة للأوراق النقدية والعملات فإن نصابها يختلف باختلاف قيمة الذهب لكل وقت.