كان صلى الله عليه وسلم حريصا على أداء النوافل ويرغب فيها، وكان حرصه أشد على صلاة ركعتين قبل الفجر لا يزيد عليهما.
فضل سنة الفجر:
وركعتا الفجر أي ركعتين سنة الفجر من السنن المؤكدة التي ينبغي للمسلم المحافظة عليها، وعدم تركها؛ وهاتان الركعتان تسميان صلاة الرغيبة، أو رغيبة الفجر؛ لكثرة ما رَغَّب الشارع فيهما.
وقد ورد في بيان فضلهما أحاديث منه ما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: هما أحب إليَّ من الدنيا وما فيها. رواه مسلم، وفي الحديث: " ركعتا الفجرِ خيرٌ من الدُّنيا وما فيها"، وفي البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: (لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشد معاهدة من الركعتين قبل الصبح).
ما يقرأ في سنة الفجر:
وبعد معرفة فضل صلاة هاتين الركعتين وأنهما من آكد السنن، التي لم يتركها رسول الله صلى الله عليه وسلم حضراً ولا سفراً، فالسنة تخفيفهما، والأفضل أن تقرأ بعد الفاتحة في الأولى بـ( قل يا أيها الكافرون) وفي الثانية بـ ( قل هو الله أحد)، لأن السنة فيهما التخفيف وعدم الإطالة.
الاضطجاع بعدهما:
ومن السنن المهجورة والتي ربما لا ينتبه إليها الكثيرون بعد صلاة سنة الفجر الاضطجاع على الجانب الأيمن بعدهما حتى تقام الصلاة؛ فيستحب أن يضطجع قليلاً بعدها دون أن ينام، إن لم يخَف غلبة النوم، ولم يخشَ فوات الصف الأول أو تكبيرة الإحرام، كما في الصحيحين عن عائشة: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سكت المؤذن بالأولى من صلاة الفجر قام، فركع ركعتين خفيفتين قبل صلاة الفجر، بعد أن يستبين الفجر، ثم اضطجع على شقه الأيمن، حتى يأتيه المؤذن للإقامة». وفي رواية: «فإن كنت مستيقظةً حدثني، وإلا اضطجع».
وفي سنن أبي داود والترمذي عن أبي هريرة: «إذا صلى أحدكم الركعتين قبل الصبح، فليضطجع على يمينه»، صححه الترمذي، وزاد أبو داود: فقال له مروان بن الحكم: أما يجزئ أحدنا ممشاه إلى المسجد حتى يضطجع على يمينه؟ قال عبيد الله في حديثه: قال: «لا». قال النووي: إسناد أبي داود صحيح على شرط البخاري ومسلم.