قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خمس تعاجل صاحبهن بالعقوبة: (البغي، والغدر، وعقوق الوالدين، وقطيعة الرحم، ومعروف لا يشكر).
وقد أنشد الشاعر الحطيئة " الفاروق عمر"، وكعب الأحبار:
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه .. لا يذهب العرف بين الله والناس
فقال كعب: «يا أمير المؤمنين من هذا الذي قال هذا؟ هو مكتوب في التوراة» ؟ فقال عمر: «كيف ذلك» ؟
قال في التوراة مكتوب: «من يصنع الخير لا يضيع عندي لا يذهب العرف بيني وبين عبدي» .
وقيل أيضا : مكتوب في التوراة: «أشكر من أنعم عليك، وأنعم على من شكرك فإنه لا زوال للنعم إذا شكرت، ولا إقامة لها إذا كفرت.. والشكر زيادة في النعم، وأمان من الغير» .
بشريات الشكر:
-قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: «أليس قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فما هذا الاجتهاد» ؟ فقال: «أفلا أكون عبداً شكوراً» .
- وفي الحديث «أن رجلاً قال في الصلاة خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم ربنا لك الحمد حمداً مباركاً طيباً زكياً» ، فلما انصرف صلى الله عليه وسلم، قال: «أيكم صاحب الكلمة» ؟ قال أحدهم: «أنا يا رسول الله» . فقال: «لقد رأيت سبعة وثلاثين ملكا يتبدرون أيهم يكتبها أولاً».
- وقيل: «نسيان النعمة أول درجات الكفر» .
- وقال أمير المؤمنين علي رضي الله عنه: «المعروف يكفر من كفره لأنه يشكرك عليه أشكر الشاكرين».
- وقال بعض الحكماء: «ما أنعم الله على عبد نعمة فشكر عليها إلا ترك حسابه عليها» .
- وقال بعض الحكماء: «عند التراخي عن شكر النعم تحل عظائم النقم» .
- وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيراً ما يقول لعائشة ما فعل بيتك فتنشده:
يجزيك أو يثنى عليك وإن من .. أثنى عليك بما فعلت كمن جزى
فيقول صلى الله عليه وسلم: «صدق القائل، يا عائشة، إن الله إذا أجرى على يد رجل خيرا فلم يشركه، فليس لله بشاكر» .
-قال بعض الحكماء: «المعروف إلى الكرام يعقب خيراً، وإلى اللئام يعقب شراً، ومثل ذلك مثل المطر، يشرب منه الصدف فيعقب لؤلؤاً، وتشرب منه الأفاعي فيعقب سماً» .
- وقال سفيان الثوري : «وجدنا أصل كل عداوة اصطناع المعروف إلى اللئام» .
- وقال: «أثار جماعة من الأعراب ضبعاً، فدخلت خباء شيخ منهم، فقالوا: «أخرجها» ، فقال: «ما كنت لأفعل، وقد استجارت بي» فانصرفوا وقد كانت هزيلاً، فأحضر لها لقاحاً، وجعل يسقيها حتى عاشت، فنام الشيخ ذات يوم فوثبت عليه فقتلته.
فقال شاعرهم في ذلك:
ومن يصنع المعروف في غير أهله .. يلاقي الذي لاقى مجير أم عامر