أخبار

لهذا السبب.. أدمغة البشر أصبحت أكبر من السابق

مفاجأة حول الاستحمام يوميًا.. ليس له أي فائدة صحية حقيقية!

مظلوم في البيت والعمل ومع الناس؟.. روشتة نبوية تدخلك الجنة

الزم المروءة لنجاتك في الدنيا والتقوى للنجاة في الآخرة

هل يؤاخذنا الله بما استقر في النفوس؟ ولم نترجمه إلى أفعال؟ (الشعراوي يجيب)

3حقوق لو فعلتها لوجدت الله عندك يفتح لك أبواب كل شيء

ما هي حقوق الزوج بعد اكتشافه مرض زوجته؟

مسح الرسول على وجهه.. فكان يضيء في البيت المظلم

حسن الظن بالله سفينة النجاة في بحر الظلمات.. تعرف على صوره

هل الإنسان ظلم نفسه بتحمل الأمانة من الله؟.. تعرف على المفهوم الصحيح للآية

هذه أهم الحيل التي لجأ إليها محمد الفاتح في فتح القسطنطينية

بقلم | محمد جمال حليم | الجمعة 21 يناير 2022 - 07:40 م
لم يكف محمد الفاتح عن التفكير لحيل مبتكرة لفتح القسطنطينية فهو يدرك تمامًا صعوبة المعركة ولذلك أعد لها إعدادًا جيدًا .. وفي هذه السطور يعرض لنا المؤرخ الإسلامي الكبير د. عبد الحليم عويس جانبا آخر من دهاء القائد المسلم السلطان محمد الفاتح، وأهم الحيل التي لجأ إليها لإنجاح المعركة.
حفر الأنفاق:
يقول: لقد لجأ العثمانيون في المراحل المتقدمة من الحصار إلى طريقة جديدة ومبتكرة في محاولة دخول المدينة؛ حيث عملوا على حفر أنفاق تحت الأرض من أماكن مختلفة إلى داخل المدينة؛ التي سمع سكانها في (16 مايو) ضربات شديدة تحت الأرض أخذت تقترب من داخل المدينة بالتدريج، فأسرع الإمبراطور بنفسه ومعه قواده ومستشاروه إلى ناحية الصوت، وأدركوا أن العثمانيين يقومون بحفر أنفاق تحت الأرض (عبد العزيز العمري : الفتوح الإسلامية عبر العصور 364 ـ 372 بتصرف).
القلعة الخشبية:
وإلى جانب ذلك لجأ العثمانيون إلى طريقة جديدة في محاولة الاقتحام، وذلك بأن صنعوا قلعة خشبية ضخمة متحركة تتكون من ثلاثة أدوار، وبارتفاع أعلى من الأسوار، وقد كسيت بالدروع والجلود المبللة بالماء لتمنع عنها النيران، وشحنت تلك القلعة بالرجال في كل دور من أدوارها، وكان الذين في الدور العلوي من الرماة يقذفون بالنبال كل من يطل برأسه من فوق الأسوار.
القصف المدفعي المكثف:
وقد عمد السلطان (الفاتح) إلى تكثيف الهجوم، وخصوصاً القصف المدفعي على المدينة في ظل سيطرته البحرية الكاملة، حتى أن المدفع السلطاني الضخم انفجر من كثرة الاستخدام، وقتل المشغلين له، وعلى رأسهم المهندس المجري (أوربان) ؛ الذي تولى الإشراف على تصميم المدفع، ومع ذلك فقد وجه السلطان بإجراء عمليات تبريد للمدافع بزيت الزيتون، وقد نجح الفنيون في ذلك، وواصلت المدافع قصفها للمدينة مرة أخرى؛ بل تمكنت من توجيه القذائف، بحيث تسقط وسط المدينة، بالإضافة إلى ضربها للأسوار والقلاع .
اللجوء إلى الله والتضرع له:
وفي يوم الأحد (18جمادى الأولى ـ 27 من مايو) وجه السلطان الجنود إلى الخشوع، وتطهير النفوس، والتقرب إلى الله تعالى بالصلاة، وعموم الطاعات والتذلل، والدعاء بين يديه، لعل الله أن ييسر لهم الفتح، وانتشر هذا الأمر بين عامة الجند المسلمين، كما قام الفاتح بنفسه ذلك اليوم بتفقد أسوار المدينة، ومعرفة آخر أحوالها، وما وصلت إليه، وأوضاع المدافعين عنها في النقاط المختلفة، وحدد مواقع معينة يتم فيها تركيز القصف المدفعي.
وفي ليلة (29مايو) نزلت بعض الأمطار على المدينة وما حولها فاستبشر بها المسلمون خيراً، وذكـّرهم العلماء بمثيلتها يوم بدر، أما الروم فقد طمعوا أن تشتد الأمطار فتعرقل المسلمين، ولكن هذا لم يحدث، فقد كان المطر هادئاً ورفيقاً .
بداية الهجوم المكثف:
وعند الساعة الواحدة صباحاً من يوم الثلاثاء 20 جمادى الأولى857 هـ ـ 29 مايو 1453م بدأ الهجوم العام على المدينة بعد أن أعطيت إشارة البدء للجنود، فعلت أصوات الجند المسلمين بالتكبير وهم منطلقون نحو الأسوار، وفزع أهل القسطنطينية وأخذوا يدقون نواقيس الكنائس وهرب إليها كثير من الناس، وكان الهجوم العثماني متزامناً برياً وبحرياً في وقت واحد حسب خطة دقيقة رسمت سابقاً، وطلب كثير من المجاهدين الشهادة ونالها أعداد كبيرة منهم بكل شجاعة وتضحية وإقدام، وكان الهجوم موزعاً في العديد من المناطق، ولكنه مركز بالدرجة الأولى في منطقة وادي ليكوس بقيادة السلطان (الفاتح) نفسه.
ومع ظهور نور الصباح في يوم 30مايو 1453م أضحى المهاجمون يتمكنون من تحديد مواقع العدو بدقة أكثر، وأخذوا في مضاعفة الجهد في الهجوم مما جعل الإمبراطور قسطنطين يتولى شخصياً مهمة الدفاع في تلك النقطة يشاركه في ذلك جستنيان الجنوي أحد القادة المشهورين في الدفاع عن المدينة.
وقد واصل العثمانيون ضغطهم في جانب آخر من المدينة؛ حيث تمكن المهاجمون من ناحية باب أدرنة من اقتحام الأسوار والاستيلاء على بعض الأبراج، والقضاء على المدافعين فيها، ورفع الأعلام العثمانية عليها، وتدفق الجنود العثمانيون نحو المدينة من تلك المنطقة، ولما رأى الإمبراطور البيزنطي الأعلام العثمانية ترفرف على الأبراج الشمالية للمدينة، أيقن بعدم جدوى الدفاع، وخلع ملابسه حتى لا يعرف، ونزل عن حصانة، وقاتل حتى هلك في ساحة المعركة، وكان لانتشار خبر موته دور كبير في زيادة حماس المجاهدين العثمانيين وسقوط عزائم البيزنطيين؛ حيث تمكنت بقية الجيوش العثمانية من دخول المدينة من مناطق مختلفة، وفر المدافعون بعد انتهاء قيادتهم، وهكذا تمكن المسلمون من الاستيلاء على المدينة. 

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled لم يكف محمد الفاتح عن التفكير لحيل مبتكرة لفتح القسطنطينية فهو يدرك تمامًا صعوبة المعركة ولذلك أعد لها إعدادًا جيدًا .. وفي هذه السطور يعرض لنا المؤرخ