أخبار

هل يجوز دفع كفارة اليمين إلى الوالد؟

هل تعرضتَ لسكتة دماغية صغيرة دون أن تعلم؟.. اخذر تجاهل هذه الأعراض

احذر.. هذا الخطأ أثناء الاستحمام يُهدد حياتك

حتى لا تغتر بملكاتك.. هل يكفيك هذا يوم القيامة؟

كيف تختبر عملك الصالح من الفاسد؟

احذر هذه الأرض.. فإنها ستشهد عليك يوم القيامة

التقلب بين الطاعة والمعصية .. هل علامة من علامات النفاق؟

معجزات النبي والصحابي جابر الأنصاري .. وهكذا سبق بعيره المريض جمل رسول الله .. تعرف علي قصة سجال رائع بينهما

لا تعبد الله بهذه الطريقة.. صحح وجهتك إلى الله واعبده بالخوف والرجاء

من علامات الساعة فتن تعصف بالشباب.. بماذا نصح "الشعراوي" البنات ومن أي شيء حذرهن؟ (الشعراوي يجيب)

ماذا تفعل الغواية السيئة بأصحابها؟ وكيف حالهم يوم القيامة؟

بقلم | أنس محمد | الجمعة 28 يناير 2022 - 10:41 ص

تعد الغواية من اكثر ما يجلب الحسرة على أصحابها يوم القيامة، فما كنت تفرح به من مع شريكك من المعصية في الحياة الدنيا، هو ما ستتبرأ منه وتلعن صاحبه يوم القيامة، لذلك الغواية هي عمود البيت الذي يعتمد عليه الشيطان في فتنةٌ بني الإنسان، فالشيطان يحب الغواية ويفرح بها، ويوزع أدوارها بإتقانِ، يزينها ويجملها، ويملأ النفوس شغفًا بها، وقد جاءت سور القرآن لتحذر الإنسان من خطر الغواية، ومن بين هذه السور سورة يوسف من خلال قصة غواية امرأة العزيز، التي أشعلها الشيطان في قلبها وفي جسدها، ليقع نبي الله في الفاحشة، ولكن عصم الله نبيه من المعصية والغواية.

غواية امرأة العزيز


فقد قذف في قلب امرأة العزيز لما خلت بيوسف الشغف به والطمع فيه، فسعت بكل ما تملك لتنفيذ ما وسوس لها به الشيطان، وعلق بها قلبها، فغلَّقت الأبواب، وقالت هيت لك، طاردته، وأمسكت به حتى قُطع ثوبه، ولولا عصمة الله ليوسف عليه السلام لهزمته غواية الشيطان في جسد امرأة العزيز.

فقال تعالى على لسان يوسف ناصحا لامرأة العزيز: {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ} [يوسف: 29]، ولكن لم تنتهِ فصول مشهد الغواية بل عَظُم البلاء على يوسف باجتماع النسوة عليه وافتتانهن به وتحولت سخريتهن من امرأة العزيز حين قلن: {امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [يوسف: 30].

وبسخرية النسوة تعلقت امرأة العزيز بيوسف أكثر، وعاندت، وأرادت أن توقع تلك النسوة في الفتنة، قال تعالى: {فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأ وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ} [يوسف: 31].

وقال تعالى على لسان امرأة العزيز: {قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ} [يوسف: 32].

فلجأ يوسف عليه السلام إلى ربه معتصمًا به، لينجو من تلك الغواية الخطيرة، قال تعالى:{قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ * فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [يوسف: 33، 34].

اقرأ أيضا:

حتى لا تغتر بملكاتك.. هل يكفيك هذا يوم القيامة؟

الحسرة والندامة


هكذا يكون الحال يوم القيامة حينما ترى شركاء الغواية تعلوهم الحسرة والندامة يوم القيامة، ندما على ما فرطوا في جنب الله، يقول الحق فى الآية 63 من سورة القصص:«قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ».

والكلام هنا للشركاء الذين أضلوا المشركين وأغَووْهم، ومعنى«حَقَّ عَلَيْهِمُ...» أي: ثبت ووقع، فهو أمر لا محالة منه، ولم يعد هناك مجال لزحزحته عنهم، كما قال سبحانه فى موضع آخر:«فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَآ إِنَّا لَذَآئِقُونَ» «الصافات: 31».

وقال الحق سبحانه وتعالى: «وَوَقَعَ القول عَلَيهِم بِمَا ظَلَمُواْ فَهُمْ لاَ يَنطِقُونَ» «النمل: 85».

يعترف العصاة والمشركون يوم القيامة بالربوبية وبذنبهم ندما بعد أنْ سُلِب منهم الاختيار، ولم تعُد لهم إرادة حتى على جوارحهم وأبعاضهم، فيدُكَ التى كنت تبطش بها، ورِجْلك التى كنت تسعى بها ولسانك.. كلها خرجت عن إرادتك وطَوْع أمرك؛ لأنها الآن طَوْعٌ لأمر الله «يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ» «النور: 24».


فأهل الباطل والفساد والفجور يهزءُون من أهل الحق ويسخرون منهم، ليُزهدوهم فى الخير والصلاح، وليغروهم بما هم فيه، حتى أصبح الإنسان الملتزم بدينه وشرع ربه لا يسلَم من ألسنتهم، كما يقول تعالى: «إِنَّ الذين أَجْرَمُواْ كَانُواْ مِنَ الذين آمَنُواْ يَضْحَكُونَ وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ» «المطففين: 29- 30».


لكن المؤمن من طبيعته يحب أنْ يُكرم، وأنْ ينأى بنفسه عن مجاراة هؤلاء، لذلك يتولَّى ربه عز وجل الدفاع عنه يقول له: لا تحزن فسوف نقتصُّ لك، ونسخر منهم، ونجعلهم أضحوكة فى يوم بَاقٍ لا ينتهى فيه عذابهم: «فاليوم الذين آمَنُواْ مِنَ الكفار يَضْحَكُونَ عَلَى الأرآئك يَنظُرُونَ هَلْ ثُوِّبَ الكفار مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ» «المطففين: 34-36».

يقول الإمام الشعراوي: "وكأن الحق تبارك وتعالى يسترضى عباده المؤمنين: أيعجبكم ما آلوا إليه؟ أقَدرْنا أن نجازيهم على ما اقترفوه فى حقكم؟ نعم يا رب، فسخرية الكفار من أهل الإيمان فى دار الباطل الفانية انقلبت سخرية منهم فى دار الحق الباقية، وهى سخرية دائمة لا نهاية لها".

وأضاف: «أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا...» «القصص: 63» يعني: حتى نكون سواء، لا يكون أحدنا أحسن من الآخر، ومن هذا المنطلق أغوى إبليس آدمَ، لأنه لما طغى وطُرد من رحمة الله، ومن الصفائية التى كان ينعمَ بها مع الملائكة. أراد أنْ يأخذ آدم بل وذريته إلى هذا المصير، فقد حَزَّ فى نفسه أن يلاقى هذا المصير وحده، فى حين ينعَم آدم وذريته برحمة الله ورضوانه.. لذلك نجد إبليس- لعنه الله- لا يكتفى بأن تُغوى ذريته ذريةَ آدم، إنما يطلب من الله أنْ يُنظره إلى يوم البعث ليباشر بنفسه هذه الغواية، فهو(المعلم) الكبير، وكأنه يحذر أن إمكانات ذريته فى الغواية قد لا ترضيه؛ لذلك يتولى بنفسه هذه المهمة فيقول: «لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ المستقيم».

الكلمات المفتاحية

غواية امرأة العزيز ماذا تفعل الغواية السيئة بأصحابها؟ كيف حال أصحاب الغواية يوم القيامة؟

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled تعد الغواية من اكثر ما يجلب الحسرة على أصحابها يوم القيامة، فما كنت تفرح به من مع شريكك من المعصية في الحياة الدنيا، هو ما ستتبرأ منه وتلعن صاحبه يوم