مرحبًا بك يا عزيزي..
لاشك أن هذه المشاعر تجاه صورتك في الكاميرا لها أسباب، وغالبًا ما تعود الأسباب إلى "مرحلة الطفولة"، فالتنشئة الأولى، والعلاقة مع الوالدين من أهم مكونات الشخصية، وآثارها لا تنمحي، فلو أن هناك علاقات سوية، وبيئة صحية، فستكون الشخصية متزنة، وسوية نفسيًا ولو كانت هناك علاقات مشوهة وبيئة غير صحية بها إساءات جسدية أو نفسية فسينعكس هذا بالطبع على الشخصية أيضًا ولكن بشكل سلبي.
هناك يا عزيزي أشياء بينها ارتباطات حتمية، منها، وهو ما يهمنا في حالتك، الصورة الذاتية وعلاقتها بالثقة في النفس.
وما يبدو من رسالتك أن صورتك الذاتية عن نفسك لا ترضيك، ولا تقبلها، صورتك الذاتية عن نفسك مشوهة ربما، بسبب ما تعرضت له منذ الصغر من تنمر، مثلًا، وسخرية، وتحقير، ورفض، وصدقته أنت عن نفسك، وهو ما يفسر عدم حبك عبر الكاميرا.
ربما تتوقع التعليقات السلبية واطلاق الأحكام من الآخرين على شكلك، صوتك، حركاتك، إلخ، لذا تتفادى مشاعر الحزن بسبب ذلك بعدم الظهور بالكلية، والانطواء والعزلة عن الناس، ولو اقتضت الضرورة تواجدك فستكون قلقًا معظم الوقت، فيما يسمى بـ "القلق الاجتماعي"، وهو اضطراب نفسي له علاج.
فما الحل إذا؟
ما تعاني منه ليس نهاية العالم، ولست وحدك من يعاني منه، فهناك مثلك كثيرون غير راضيين عن صورتهم الذاتية، بسبب نمط الحياة الذي عاشوا فيه في طفولتهم، وما وقع عليهم من أذى نفسي، والحل هو "القبول"، لابد أن تقبل نفسك وتحبها كما هي.
لابد أن تتغير طريقة تفكيرك عن نفسك، الناس، العلاقات، الحياة.
فهذه هي رحلة التغيير المطلوبة منك، وهي مهمة، ومفصلية، ومن الجيد، والأفضل لك خوضها الآن، فأنت لا زلت في مرحلة المراهقة، وعلى عتبات الرشد، والدخول إلى المرحلة الجامعية، وما بعدها من مراحل، تتطلب نضجًا، ووعيًا، ونموًا نفسيًا يعين على مواجهة الحياة، وصعوباتها، وتحدياتها، وتجاوز هذا كله لإحراز نجاحات وتحقق للذات.
ما حدث من إساءات نفسية في طفولتك ليس مسئوليتك، ولكن مسئوليتك الآن هي التعافي من هذه الاساءات.
وهذا التعافي لن يحدث بين يوم وليلة، ويحتاج إلى وعي، وإرادة، وشجاعة، ويمكنك فعله بمفردك مع نفسك أو بطلب المساعدة النفسية المتخصصة من مرشدة أو معالجة نفسية، فمن الخير لك أن تكون معك يد تسند، وعين ترى، وعقل يفكر ويبصر، ونفس تدعم عن علم ووعي وبصيرة.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.