مرحبًا بك يا عزيزتي..
أقدر مشاعرك، وأحترم حقك في الارتباط بمن ترينه مناسبًا، وتحملين له عاطفة وهو كذلك، وأختلف معك في فقد الحياة من أجل شخص أو موقف، أو أي شيء، إذ لا شيء في الدنيا يستحق التفريط في النفس، أو فقدها، أما سؤالك عما يمكن أن يحدث لو تزوجته عنوة بدون رضى أهلك ، فهو سؤال مهم، وإجابته أكثر أهمية.
قولًا واحدًا يا عزيزتي، لا خير في زواج يتم بدون رضى الأهل، والثمن يكون باهظًا في حالة العناد وإتمام الأمر بدون موافقتهم.
الزواج عنوة بدون موافقة الأهل، معناه، فقد السند والدعم وخسارة علاقة دم لا تضاهيها علاقة مهما كانت، فالزمن متقلب، والأحوال لا تبقى على حال، فحبيبك اليوم قد يصبح عدوك غدًا، وهكذا، ومن ثم لا يجب تخريب علاقة مهمة داعمة كعلاقتك بأهلك من أجل أي أحد، وفقد الأنس بعلاقة الأجداد وأحفادهم، والتعرض لخطر "المعايرة" والاستضعاف من الشريك بشكل مباشر أو غير مباشر.
هذه هي أبرز وأشهر خسائر ومخاطر الزواج بدون موافقة الأهل، يؤكدها الواقع عبر الأزمنة المختلفة.
لذا فالحل لمشكلتك هو التفكير في مبررات الأهل جيدًا، وتنحية المشاعر قليلًا، وحسن الظن بأهلك، فلا يوجد أهل لا يحبون الخير لأبنائهم، وعادة ما تكون رؤية الأهل فيها الكثير من الصواب بفعل الخبرة الحياتية، وبعد ذلك لو وجدت أنه قد جانبهم الصواب في رفضهم للشاب، فبإمكانك الإصرار على قرارك، مع الأخذ في الاعتبار أن مسؤولة عن نتائجه، وأنه قرار ناضج وفي محله، عندها يمكن الإصدرار بشكل عاقل ومهذب، ومسؤول، فمحاسن ومميزات الشاب لابد أن يعرفونها ويرونها، ويجدون أنها تثقل كفته مقارنة بعيوبه، وهذه جزئية تخصك معه بالتفكير في كيفية فعل هذا.
لابد أن تظل علاقتك بأهلك جيدة، البر فيها حاضر، والنقاش دائم حول الأمر بجدية ولطف، وفهم، ولا بأس بالاستعانة بأحد حكماء العائلة من الشخصيات المقربة من والديك للحديث معهم واقناعهم.
وأخيرًا، لابد أن تصل إلى أهلك رسالة اصرارك بأدب ونضج واحترام لوجهة نظرهم، ومسؤولية، وجدية من طرفك وهذا الشاب.
ودمت بكل وعي وخير وسكينة.