بقلم |
محمد جمال |
الثلاثاء 11 فبراير 2025 - 01:05 م
يختلف حال المسلم عن غيره في التعامل مع الدنيا.. لكن هذه النظرة لا تزال موضع خلاف لدى البعض فهل المسلم أن ينافس على الدنيا أم يهجرها ويخاف على نفسه ودينه منها؟التنافس على الدنيا: بالنظر لمجمل الأحاديث التي تتكلم على التنافس على الدنيا نجدها تحذر من هذا التنافس وتدعو للإعراض عنها، ففي الحديث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ".....وإني أعطيت مفاتيح الأرض، وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي، ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها". وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أخوف ما أخاف عليكم ما يُخرج الله لكم من زهرة الدنيا، قالوا: يا رسول الله، وما زهرة الدنيا؟ قال: بركات الأرض".
حال المسلم مع الدنيا:
وليس معنى التحذير من التنافس على الدنيا أن نهجرها بالإطلاق بل هجرات ما يجعلنا نستزيد منها على حساب الآخرة التى هي خير وابقى فقد كان الحسن رحمه الله يقول: من نافسك في دينك فنافسه، ومن نافسك في دنيا فألقها في نحره. ويقول: والله لقد أدركت أقواما كانت الدنيا أهون عليهم من التراب الذي تمشون عليه، ما يبالون، أشرقت الدنيا أم غربت، ذهبت إلى ذا؟ أو ذهبت إلى ذا. الاعتدال فى النظر للدنيا:
وبهذا تكون نظرة المسلم للدنيا نظرة معتدلة لا يخسر من أجلها أخرى فإذا كان التنافس في الدنيا من أجل إحراز سبق أو كفاية يستغني بها المسلمون، كابتكار علمي، أو سبق اقتصادي، ولا يبقون عالة على أعدائهم، مع نية التقرب بذلك إلى الله، والطمع في جنته ورضوانه، ومع الاهتمام بكل أعمال الآخرة الأخرى، والمتمثلة في النزول على حكم الله عز وجل في كل ما يأتي المرء وما يدع، فذلك حسن ومحمود، لأنه لا يخرج عن أن يكون من عمل الآخرة. وقد أمرنا الله عز وجل أن تكون الدنيا التي في أيدينا موجهة نحو عمل الآخرة، وذلك في قوله سبحانه: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ}(القصص 77).