مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك..
أقدر مشاعرك، وأتفهم موقفك، وأحييك لحرصك وعدم رضاك عن "سلوك" ولدك المراهق، وما أراه يا عزيزتي أنه ليس المهم الآن هو أن نصنف الولد إذا كان "بصباص" كما أعمامه أم أي أشخاص آخرين، فالأمر لا يقف عند الجينات، وحتى لو أن هناك جينات فسلوك أعمامه وهو "سلوك" شاذ، وغير سوي، ربما يقلده ولدك، ولكن المؤكد أن له أسباب تعود للتنشئة والبيئة والأفكار والصور الذهنية وهذه كلها لنا فيها حيلة ومن الممكن التعافي منها إذا ما تم الكشف عنها.
فلن ينفع في حالة ولدك المراهق تعييره مثلًا في لحظة غضب بأنه مثل أعمامه، أو التعامل معه بعدائية، إذ لابد ألا تغفلي أنك تعبت في تربيته كأم ولكنه أيضًا معذور في حرمانه من "والده"، فالطفل يكون في أمس الحاجة لنموذج الأب الذي اختفى وأهمل ولم ينوب عنه أي أحد ولو من عائلتك كالخال أو الجد مثلًا.
لذا، ينفع في حالة ابنك العرض على متخصص نفسي ليتم استعدال نماذج العلاقات لديه، وصورته الذاتية عن نفسه، والتعافي من تشوهات الشخصية، التي تسببت فيها "إساءات الطفولة" التي يظهر واضحًا منها جزء من جبل الجليد وهو "الحرمان من الأب"، فما يفعله ابنك إن لم يتم تداركه سيجعله بالفعل مشروع متعدد علاقات كبير وحقيقي، وعندها سيكون الخطر أعظم على نفسه ومن حوله، فهو يمارس سلوكًا مشوهًا، وغير جيد، ومسيء لذاته ولمن يقع في شركه ومن يحيط به.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.