يا من تردد في أغلب مواقف حياتك هذه الجملة (لو كنت فعلت كذا لكان كذا).. صدقًا مهما كنت فعلت فلن يغير من الأمر شيئًا لأن الله عز وجل بقدره وجلاله أراد فقرر، فكان ما كان، هذه هي الحقيقة التي يجب أن تقتنع بها تمامًا ويقينًا، ومهما بلغ حذرك فإنه لا يمكن أن يمنعك قدر كتبه الله عليك، إلا إذا أراد الله سبحانه وتعالى أن يرفعه عنك، أو يخففه عليك، في النهاية كل الأمور تسير بقدر الله لأنها بالأساس أرض الله، وكل شيء مهام كان لا يمكن له إلا أن يسير وفق حكمته سبحانه وتعالى.
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان».
مفاتح الغيب
من أصول الاعتقاد عند أهل الإسلام، (الإيمان بالقدر كله حلوه ومره)، فإن الله تعالى «قد أحاط بكل شيء علما»، فعلم كل شيء على ما هو عليه – قبل كونه – علم ما كان وما يكون وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون.
وكتب ذلك في اللوح المحفوظ قبل خلق السموات والأرض بزمن طويل قال تعالى: « أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ».
وقال أيضًا سبحانه وتعالى: « وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ».
قضي الأمر
إذن عزيزي المسلم، قضي الأمر، وانتهى بأمر الله، ولا يجوز لك الاعتراض، وإنما فقط الرضا بقضاء الله في حلوه ومره، وهكذا حال المؤمن.
عن أبي يحيى صهيب بن سنان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له».
فالله قدر كل شيء قبل خلق السموات والأرض، وما للإنسان إلا أن يوقن في الله ويسلم أمره كله لله سبحانه.
في الصحيحين عن عمران بن حصين رضي الله عنه، عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «كان الله ولم يكن شيء قبله- وفي رواية: معه – وكان عرشه على الماء ثم خلق السموات والأرض وكتب في الذكر – أي الكتاب السابق – كل شيء».
وفي صحيح مسلم من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة».
اقرأ أيضا:
في مجتمعات تغير الذمم وانتشار النفاق.. كيف تبحث عن صديقك الحقيقي؟