ينبغي على العبد التفكر في عمر مضى كثيره،وفي قدم ما يزال تعثيره، وفي هوى قد هوى أسيره، وفي قلب مشتت قد قل نظيره، ويتفكر في صحيفة قد اسودت، وفي نفس كلما نصحت صدت،وفي ذنوب ما تحصى لو أنها عدت.
إخواني: من تفكر في ذنوبه تاب ورجع، ومن تذكر قبيح عيوبه ذل وتواضع، ومن علم أن الهوى يسكن تصبر، ومن تلمح إساءته لم يتكبر.
مواعظ وعبر:
1-قال الصحابي أبوالدرداء رضي الله عنه: تفكرساعة خير من قيام ليلة.
2- وقال العابد أبو يوسف بن أسباط: الدنيا لم تخلق لتنظر إليها، وإنما خلقت لتنظر بها إلى الآخرة.
3- وكان سفيان الثوري من شدة تفكيره يبول الدم.
4- وقال أحد العارفين : روعة عند انتباه من غفلة، وانقطاع عن حظ نفس، وارتعاد من خوف قطيعة، أفضل من عبادة الثقلين.
5- وقال العابد يحيى بن معاذ: لو سمع الخلائق صوت النائحة على الدنيا في الغيب من ألسنة الفنا تساقطت القلوب منهم حزناً، ولو رأت القلوب بعين الإيمان نزهة الجنة لذابت النفوس خوفاً .. ولو أدركت القلوب كنه محبة خالقها لتخلعت مفاصلها ولهاً، ولطارت الأرواح من أبدانها دهشاً.
6- وكان العابد يزيد الرقاشي يقول: والهفاه ، سبق العابدون وقطع بي، وكان قد صام اثنين وأربعين سنة.
7- وروى وهب بن منبه: أن رجلاً صام سبعين سنة يأكل كل سنة إحدى عشرة تمرة، وطلب حاجة من الله فلم يعطها، فأقبل على نفسه فقال: من قبلك بليت، لو كان فيك خيراً أعطيت، فنزل إليهم لكف قال: إن ساعت كهذه التي ازدريت فيها على نفسك خير من عبادتك، وقد أعطاك الله حاجتك.
8- وقال الفضيل بن عياض: أخذت بيد سفيان بن عيينة في هذا الوادي، فقلت له: إن كنت تظن أنه قد بقي على وجه الأرض شر مني ومنك، فبئس ما ترى.
9- وقال رجل لأحد العبّاد: كيف أنت؟ فقال: خفيت أضراسي من أكل نعمة، وكل لساني من كثرة ما أشكوه.
اقرأ أيضا:
"ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا".. طهر قلبك فورًا من هذه النقيصة