مرحبًا بك يا عزيزتي..
أقدر موقفك يا ابنتي لكننا لا نتغير إلا عندما نتوقف لنعرف ما حدث لنا وماذا يحدث لنا، وبدون هذه المعرفة نظل في جهلنا سادرين نكرر سلوكياتنا الغريبة.
"الإدراك" هو أولى خطوات التعافي يا ابنتي، وكذلك "الوعي" بذواتنا واحتياجاتنا ودوافعنا للسلوك، كل هذا خطوات على طريق الحل.
لابد من الغوص داخل النفس لمعرفة دوافع السلوك هذا الذي أنت حائرة بصدده، ربما هي احتياجات نفسية غير مشبعة من قبل الأهل، كالشوفان، والاهتمام، والحب غير المشروط، ولأن الاحتياج لا يهدأ ولا يمل من طلب الاشباع نجنح لتسديده من مصادر خاطئة، فما نلبث ندفع الأثمان، ونشعر بالورطة، فلا الاحتياج تم تسديده ولا المصدر مناسب.
هذا الغوص داخل النفس يحتاج منك إلى شجاعة، وإلى قبول لذاتك، وحب وتقدير واحترام حتى تظهر النسخة الأفضل منك وتسامح نسختك القديمة التي كانت تنهج هذا السلوك.
وحتى أكون صريحة معك، فمن الأمانة أن أخبرك أن هذه مهمة صعبة تحتاج إلى آليات وطرق وخطط علاجية يقوم بها معك معالجة نفسية فلا تتردي في طلب هذه المساعدة النفسية المتخصصة يا ابنتي، فهذا الغوص يحتاج إلى عين أخرى، وعقل آخر ، ويد أخرى ، معك ، مساندة ومساعدة وداعمة.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة .