تخيل عزيزي المسلم، أنه بقرار منك تأبى أن تدخل الجنة، بل وتصر عليه، بل وكأنك بكامل إرادتك تأخذ بيدك بعيدًا عن الجنة، وما يقرب إليها.
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، قال: «كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أَبَى». قيل: ومَنْ يَأْبَى يا رسول الله؟ قال: «من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أَبَى»، وذلك لأن طاعته صلى الله عليه وسلم، من طاعة الله، قال الله تعالى: « مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ » (النساء: من الآية 80).
وقال أيضًا سبحانه وتعالى: « وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ» (الحشر: 7) .
رضا الله
إذن الأمر كله مرتبط برضا الله عز وجل، الذي أمرنا بطاعة نبيه الأكرم صلى الله عليه وسلم، في أكثر من 30 موضعًا بالقرآن الكريم، وفي ذلك يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله: «أمر الله بطاعة رسوله في أكثر من ثلاثين موضعاً من القرآن، وقرن طاعته بطاعته، وقرن بين مخالفته ومخالفته، كما قرن بين اسمه واسمه، فلا يُذكر الله إلا ذُكِر معه».
والقرآن الكريم يأمرنا بطاعة النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، طاعة مطلقة في كل ما أمر به أو نهى عنه، قال الله تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً » (النساء: 59)، وبما أن الجنة بيد الله عز وجل، فإنه لن يدخلها أبدًا إلا من ارتضى بأوامر الله عز وجل ونواهيه، وأهمها لاشك تبعية رسوله الأكرم صلى الله عليه وسلم.
اقرأ أيضا:
العمل في الدنيا 4 أنواع بحسب نيتك ..اعرف مدى إخلاصك حتى يرضى عنك ربكشرط إلهي
أوتدري عزيزي المسلم، أن الله عز وجل وضع شرطًا أساسيًا لدخول الجنة، وهو أن يأتي الناس خلف رجل واحد وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ ينسب إلى الله عز وجل أنه قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: « لن يدخل أحد الجنة حتى يأتوا خلفك يا محمد»، ولهذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم حذر من يحاول رد أمره وسنته بدعوى الاكتفاء بالقرآن الكريم.
عن أبي رافع رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: « لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول: لا ندري، ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه »، وعن المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: « ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه، وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حرم الله»، ومن ثم فإن المنبع واحد، وبالتالي يجب التبعية لهذا النبي لتنال الجنة، ولاشك في ذلك على الإطلاق.