يلجأ الفلاحون إلى لتنقية القمح من القش، باستخدام "الغربال"، إذ تتم عملية "التنخيل" أو "الغربلة" هذه للحصول على قمح صافي خال من أي عيوب وشوائب، وهكذا المسلم، من الممكن أن يلجأ إلى "غربلة" ذنوبه، بأن يضعها في الغربال كما يوضع القمح، ويستمر في عملية "التنخيل" أو "هز الغربال"، حتى تتساقط كل ذنوبه واحدة واحدة.
لكن كيف تكون هذه الطريقة؟
الطريقة الوحيدة لغربلة الذنوب، هي الصلاة، إذ أنه حينما تقف وترفع يدك إلى السماء للتكبير، تسقط عنك يديك الذنوب التي اقترفتها، وحينما تركع تسقط عنك الذنوب التي ارتكبتها بركبتيك أو قدميك، وحينما تسجد تسقط عنك ذنوبك التي ارتكبتها برأسك أو بعينك أو لسانك، كما تتساقط من الجزء الذنوب التي ارتكبتها قدميك، أي مشيت فيما لا يرضي الله عز وجل.
الصلاة - الصلاة
فإياك أن تؤجل الصلاة، أو تؤخرها، أو تنساها بالمرة، أو تقع عنك ولو لصلاة واحدة، فإنها الشرط الأول والأساسي لإتمام إسلامك، فضلا عن أنها السبب الأول والأهم لإسقاط عنك كل ذنوبك.
عن زيد بن أرطأة، عن جبير بن نفير: أن عبد الله بن عمر رأى فتى وهو يصلي، وقد أطال صلاته وأطنب فيها، فقال: من يعرف هذا ؟ فقال رجل: أنا. فقال عبد الله بن عمر: لو كنت أعرفه لأمرته أن يطيل الركوع والسجود، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: « إن العبد إذا قام يصلي أتي بذنوبه، فجعلت على رأسه وعاتقيه، فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه».
كأن الحل هنا، فقط تركع أو سجد فتقع عنك كل ذنوبك، وبما أننا بشر إذن لابد لنا أن نخطىء، لكن الله منحنا الفرص العظيمة في الصلاة بأن يسقط عنا كل ذنوبنا مهما كانت.
اظهار أخبار متعلقة
مكفرات الذنوب
رسول الله صلى الله عليه وسلم، أرشدنا إلى أن الخشوع في الصلاة وحُسن الوضوء والركوع واجتناب الكبائر يعد من مكفرات الذنوب، ولكنها تكفر عن الذنوب الصغيرة وليس الكبائر، فإنه بهذه الأمور الأربعة يفوز بمغفرة الله تعالى، ويتخلص من جميع ذنوبه.
عن حمران أنه قال: «فلما توضأ عثمان قال والله لأحدثنكم حديثا والله لولا آية في كتاب الله ما حدثتكموه إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا يتوضأ رجل فيحسن وضوءه ثم يصلي الصلاة إلا غفر له ما بينه وبين الصلاة التي تليها».
ثم ذكر عروة هذه الآية: « إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ» (البقرة 159).
وعن عثمان أنه دعا بطهور ثم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤت كبيرة وذلك الدهر كله».