مرحبًا بك يا عزيزتي..
نحن نتعافى يا عزيزتي عندما نتوقف مع أنفسنا لندرك ماذا حدث لنا، وما الذي يحدث لنا، إذ لابد من هذه المعرفة لنفيق، ونبدأ في البحث عن الأسباب لهذا كله، لنعالجها، فبدون معالجة الأسباب سيبقى كل شيء سيء على وضعه.
صدقت صديقتك ما وصلها عنك وتسبب في تشويه صورتك عندها، ولا يهم هنا من فعل ولو كانت أغلب الدلائل تشير إلى زوجها وربما لرغبة عارمة منه في الانتقام منك لرفضك وصدودك له، لا ضير، المهم الآن هو "أنت" .
أنت فعلت ما يجب على الصديقة الوفية فعله وهذا هو المهم، وهذه هي الحقيقة، ومع ذلك حدث ما حدث، وهذه هي صورتك الحقيقية على الأقل أمام نفسك، ومع ذلك حدث ما حدث، وهنا عليك قبول هذا الواقع على الرغم من ألمه.
اهمية القبول هنا هو أنه الوسيلة التي ستساعدك على التعافي، فعندما تتعاملين مع نفسك هكذا، بقبول، وبدون أحكام، ستقتربين من نفسك، وتقدرينها وتثقين بها وتحترمينها، وحينها ستعرفين أيضًا وبيقين أنك تستحقين علاقة صداقة حقيقية ، متينة، لا يهدمها عابر سبيل.
ربما عندها أيضًا تسامحين صديقتك، وتلتمسين لها أعذارًا، لا لشيء إلا لأن هناك شخص أصبح أقرب إليها منك، وارتبطت حياتها به، بطريقة مصيرية، وربما لأن هذا الشخص يملك من الأدوات ما جعلها تصدقه وحده.
عزيزتي، ربما ما حدث كان خير لكما، نعم، فاستمرار وجود زوج صديقتك بما يحمله لك من مشاعر كان سيقوض هذه الصداقة إن عاجلًا أو آجلًا.
أفيقي من أجل نفسك، وامنحي نفسك الوقت لتتألم من أجل ضياع هذه الصداقة، بدون حيلة لك، وافتحي المجال لصداقات وعلاقات أخرى "صحية" غير مؤذية.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.