مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك.
أتفهم كم هو قاس أن نكون بلا أصدقاء.
ولأننا لا نعرف الآخر ولا يمكننا تغييره وهو هنا "صديقاتك"، نتوجه إلى أنفسنا يا عزيزتي لنرى ما بها، وليس المقصود أن نحكم على أنفسنا بأننا معيوبون وفاشلون و..و..
وإنما نتعرف على أنفسنا، ونرى ما الذي نفعله مع صديقاتنا، ماذا نطلب، ما هي احتياجاتنا، ما هو سقف توقعاتنا، ما هي سمات شخصيتنا.
في الطفولة من ينشأ مع والديين واعيين بدورهم في إشباع الاحتياجات النفسية كالحب والاهتمام والرعاية والقبول غير المشروط، ينشأ الطفل مشبعًا، متزنًا نفسيًا، فيخرج إلى العالم الخارجي حيث أنواع العلاقات الأخرى، كالزمالات، والجيرة، والصداقة، وهو يعلم أنها تختلف عن علاقته بوالديه، من حيث إشباع الاحتياجات النفسية، القدرات، الطاقات، وهكذا.
لذا، ربما لم يحدث هذا معك، فتجدك مع كل علاقة مع صديقة تتعاملين معها وكأنها والدتك أو والدك أو أخوك فتطلبين اشباع احتياجات ليست من اختصاص هذه العلاقة، أو بقدر ومساحة ليست لها، ومن ثم تشعر صديقتك بالثقل، وأن علاقتها بك إعتمادية ومرهقة فتبتعد.
هذا هو التصور الأقرب إلى مخيلتي بحسب روايتك لمشكلتك يا عزيزتي.
لذا، فالحل هو أن تراجعي هذا، وتنظري هل هو منطبق بالفعل على حالتك، فإن كان هكذا، فواجبك هو أن تعملي على تصحيح الأوضاع، وتطلبي احتياجات النفسية العميقة من والديك وأسرتك، ويتبقى الدعم والمشاركة والقبول من خلال علاقات الصداقة، بحسب الطاقة، والقدرة.
جربي يا عزيزتي، ولا بأس أن تطلبي المساعدة النفسية إن وجدت نفسك غير قادرة على التدرب والمراجعة والتصحيح بمفردك.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.