يصعب على البعض أن يسامح كل من كان سببًا في ظلمه ووجعه وألمه، بل يكاد يكون من المستحيل لأشخاص بعينهم أن يسامحوا أو يغفر لهم أخطاؤهم وظلمهم من الأساس.
لكن الصفح والعفو من شيم وأخلاق المسلم، مصداقًا لقوله تعالى: "فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين"، فذلك من قبيل الإحسان الذي يحبه الله ورسوله.
وتنصح الدكتورة غادة حشاد، الاستشارية الأسرية والتربوية، كل إنسان واجه ظلم من شخص معين عليه أن يسامحه، وينسى إساءته وأن يحمد الله على سلوكه معه، وأن يعتبرها خبرة مضافة له في التعامل مع البشر، وعليه نسيان الأثر النفسي، وتذكر الخبرة المضافة.
اقرأ أيضا:
فطمت طفلي مبكرًا قسرًا بسبب عملية جراحية لي ومن وقتها وهو لا يحبني.. ما الحل؟إن كان يهمك علاقتك به، عليك أن تناقشه فيما فعل، وحاول أن تتفهم وجهة نظره، فقد تجد أنك لست بمظلوم أو أن ظروفًا كانت أقوى منه دفعته لما تعتقد أنت أنه ظلم لك، وضع نفسك مكانه وتقبل سلوكه حتى لو تأكدت من خطئه، فنحن بشر نصيب ونخطئ، ولسنا ملائكة معصومين من الخطأ، تقبل بشريته، واجعل هذا من قبيل التجربة والخبرة المضافة لك في التعامل معه ومع الآخرين.
أما إن كان لا يهمك أمره والتعامل معه، سواء كانت علاقتك به ممتدة أو منقطعة، وما حدث لن يؤثر على علاقتك بمن حولك، فتجاهل سلوكه إذا كان لن ينعكس على علاقاتك بالآخرين.
أما إن علم من حولك أنه ظلمك وأنك سكت على الظلم، هذا سيجعل الآخرين يظلمونك، خذ حقك منه وأمام الآخرين بأدب وأخلاق عالية أو سامحه أمام الآخرين إن كنت في موقف أعلى منه.
احمد الله، أنه منحك خبرة في وقت يرى الله سبحانه بعلمه أنه الوقت المناسب تمامًا، وإما نتجاهل الحاضر ونفوض أمرنا لله في الماضي، أو ننظر نظرة أخرى نلتمس فيها العذر للظالم ونقدر ظروفه ونحاسبه على نواياه، سواء استطعنا أن نسامحه أو وكلنا أمره لله.