بقلم |
عامر عبدالحميد |
الاحد 28 يوليو 2024 - 02:03 م
قال الأصمعي: خرجت أنا وصديق لي إلى البادية فضللنا الطريق، فإذا نحن بخيمة عن يمين الطريق، فقصدنا نحوها فسلمنا، فإذا امرأة ترد علينا السلام، ثم قالت: ما أنتم؟ فقلنا: قوم عابرو سبيل صل بنا الطريق، رأيناكم فأنسنا بكم، فقالت: يا هؤلاء ولّوا وجوهكم عين حتى أقضي من حقكم ما أنتم له أهل، ففعلنا. يقول: فألقت لنا فراشا فقالت: اجلسوا عليه إلى أن يأتي ابني، ثم جعلت ترفع طرف الخيمة وتردها إلى أن رفعتها فقالت: أسأل الله بركة المقبل، أما البعير فبعير ابني وأما الراكب فليس بابني. فوقف الراكب عليها فقال: يا أم عقيل، عظّم الله أجرك في عقيل، قالت: ويحك مات ابني "؟ قال نعم، قالت: وما سبب موته؟ قال: ازدحمت عليه الإبل فرمت به في البئر، فقالت: انزل فاقض ضيافة القوم، ودفعت إليه كبشا فذبحه وأصلحه وقرب إلينا الطعام، فجعلنا نأكل ونتعجب من صبرها. فلما فرغنا خرجت إلينا وقالت: يا هؤلاء، هل فيكم أحد يحسن من كتاب الله تعالى شيئا؟ قلت: نعم أنا، قالت: اقرأ علىّ آيات من كتاب الله عز جل أتعزى بها. قلت: يقول الله تعالى وجل جلاله: " وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون. أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون " .. قالت: آلله إنها لفي كتاب الله عز وجل هكذا؟ فقلت: آلله لفي كتاب الله تعالى هكذا. قالت: السلام عليكم، ثم صفت قدميها وصلت ركعتين ثم قالت: إنا لله وإنا إليه راجعون، وعند الله تعالى أحتسب عقيلا، تقول ذلك ثلاثا، اللهم إني فعلت ما أمرتني فأنجز لي ما وعدتني.
عجائب الخليفة المأمون:
1-قال القاضي يحيى بن أكثم: كان المأمون إذا قصّر بعض من يأكل معه أمر بإقامته عن المائدة ولقد رأيته يوما وقد أمر أن يقام بابنه العباس عن المائدة لتقصير كان منه. وقال: إذا قصرّت احتشم غيرك لتقصيرك، فقال العباس: لم أقصر ولكني وجدت علّة، قال: هلا ذكرتها قبل جلوسك على الطعام، فإما احتملناك على التقصير وإما أعفيناك من الأكل معنا. 2- وقال أيضا أحد جلسائه: سمعت المأمون يقول لمحمد بن إدريس الشافعي: يا محمد لأي علة خلق الله تعالى الذباب؟ فسكت ثم قال: مذلّة للملوك، فضحك المأمون ثم قال له: يا محمد رأيت الذبابة وقد سقطت على خدي؟ قال: نعم ولقد سألت عنها وما عندي فيها جواب، فأخذني من ذلك الخوف، فلما رأيت الذبابة قد سقطت منك بموضع لا يناله من معه عشرة آلاف سيف وعشرة آلاف رمح انفتح لي فيها الجواب، فقال: لله درك يا محمد.