بينما تتهدد الحروب والفتن العالم أجمع، فقد منحنا رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم، سبل النجاة سواء من الفتن أو الحروب.

عن أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال سألت أم المؤمنين عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، بأي شيء كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته إذا قام من الليل قالت: «كان إذا قام من الليل افتتح صلاته اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم»، ويكأن هذه الكلمات المنجيات من أي فتن ضربت الأرض مهما كانت، فمن كان مع الله نجاه الله ولو كان بين نارين.

سبل النجاة

وقد أخبرنا النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم بظهور الفتن في الدين والدنيا، والفتنة في الدين تكون بما يصد عن الإيمان بالله جل وعلا، بينما في الدنيا، إذ قد يحدث ما لا نطيق، ومن ذلك الحروب التي تهددنا من وقت لآخر في شتى بقاع الأرض، لذلك رسم لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الطريق الصحيح للنجاة.

إذ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يتقارب الزمان، ويقبض العلم، وتظهر الفتن، ويُلقى الشح، ويكثر الهرج" قالوا: وما الهرج؟ قال: «القتل»، وما ذلك إلا لأن الفتن سبب للشرور والمحن والعقوبات الإلهية وفساد البلاد والعباد، إذا لم تُتقى وتُحذر ويُعمل فيها بما شرعه الله عند وقوعها، يقول الله تعالى: « وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً » (الأنفال: 25)، فمن تمسك بما جاء عليه رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم لاشك نجا، ومن ابتعد بالتأكيد خاب وخسر.

اقرأ أيضا:

دعاء الصباح الذي كان يداوم عليه النبي

الفرار بالدين

عزيزي المسلم، في ظل هذه الفتن المتعددة، وتهديدات الحروب من هنا وهناك، حاول أن تفر بدينك، وإياك أن تتردد، وحاول قدر الإمكان الابتعاد عن مواطن الفتن، ومجانبة أسبابها، والفرار عن مواقعها، خاصة عامّة المسلمين، كما قال النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «يوشِك أن يكونَ خيرَ مالِ المسلم غنمٌ يتبعُ بها شعَف الجبال ومواقِعَ القطر؛ يفِرّ بدينه من الفتن»..

فالبعد عن مواطن الفتن أسلم للإنسان؛ لأنه لايأمن على نفسه حينما يقترب منها ويرى بريقها، قال صلى الله عليه وسلم: «ستَكون فتنٌ القاعدُ فيها خيرٌ من القائِم، والقائم خيرٌ من المَاشي، والمَاشي فيهَا خير من السَّاعي، من تَشرَّف إليها تستَشرِفه، ومن وجَد فيها ملجأً أو معاذًا فليعُذ به».