ورد سؤال إلى موقع amrkhaled.net من رجل يقول: "أنا تاجر سلع غذائية وتموينية، وأضطر لتخزين بعض السلع الأساسية نظرًا لارتفاع سعرها نتيجة دخول شهر رمضان، وحالة الحرب الدائرة، ولعلمي المؤكد بأن الأسعار سترتفع خلال اليومين الحاليين، وإن لم أخزن هذه البضاعة لبيعها بالأسعار الجديدة، سأتعرض لخسائر كبيرة، نظرًا لأنني سأشتريها بالأسعار المقرر زيادتها وبالتالي أتعرض للخسارة، وهذا عرف يعمل به أغلب التجار، فهل علي حرمة إن فعلت هذا علمًا بأنه حال بيع السلع بأسعارها القديمة أتعرض لخسارة حقيقية فما الحكم؟"
وأجابت دار الإفتاء المصرية، محذرة بشدة التجار والمحال التجارية من حبس السلع الضرورية والأساسية ومواد الوقاية الطبية عن الناس، واستغلال الظروف الراهنة بقصد الاحتكار ورفع الأسعار.
وشددت الدار على أن استغلال هذه الظروف العصيبة لتحقيق مكاسب مادية عن طريق احتكار السلع ورفع أسعارها حرام شرعًا وخيانة للأمانة، مؤكدة أن الشريعة الإسلامية حرمت الاحتكار بكل صوره وأشكاله.
وقالت دار الإفتاء -في فيديو موشن جرافيك أنتجته وحدة الرسوم المتحركة- إن التضييق على الناس، وحبس ما يحتاجون إليه في حياتهم من الطعام وغيره، من أجل زيادة الأسعار وتحصيل مكاسب مادية، يعد غشًّا واعتداءً وإضرارًا بالناس وأكلًا لأموالهم بالباطل.
وأوضحت الدار أن الشريعة الإسلامية قد منحت وليَّ الأمر ومؤسسات الدولة الحقَّ في مكافحة الاحتكار والقضاء عليه بالوسائل اللازمة؛ لكونه من الجرائم الاقتصادية التي تهدد حياة الناس.
ووجهت الدار تحذيرًا في نهاية فيلم الرسوم المتحركة إلى الناس جميعًا من أن يكون أحدًا منهم سببًا في تضييق معيشة الخلق حتى لا يدخل في زمرة المفسدين في الأرض، ويندرج تحت قول الله عز وجل: ﴿وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا المِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾[هود: 85]، ووعيده صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ دَخَلَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَسْعَارِ الْمُسْلِمِينَ لِيُغْلِيَهُ عَلَيْهِمْ فَإِنَّ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يَقْذِفَهُ فِي مُعْظَمٍ مِنَ النَّارِ».
اقرأ أيضا:
فرض غرامة على المشتري الذي يتأخر فى السداد.. هل يجوز؟