أخبار

ضعف الشخصية أول طريق الغواية والحرام.. كيف توطن نفسك؟

تخيرتها جميلة ففوجئت بقبحها.. كيف نخدع أنفسنا ونفشل في الاختيار؟

إنجاز الوعد من أخلاق الكبار.. هل سمعت بهذا؟

تقدم مذهل.. العلماء يبتكرون طريقة علاج جديدة لسرطان الدم

6ثمرات يجنيها العبد المؤمن إذ صبر علي هموم الدنيا .. فرّج الله همّه، ودفع عنه الضر ورفع درجته في مقدمتها

بعد معاناة استمرت 613 يومًا.. وفاة أطول مريض في العالم بفيروس كورونا

الثبات على المبدأ.. متى تتأكد من هويتك وتثبت لنفسك أنك على الحق؟

الإخلاص كلمة السر فى قبول الأعمال.. كيف نحققه؟

سر صمت "يونس" بعد خروجه من بطن الحوت

خطيبي يسألني عن مرتبي ومشاركتي في مصروفات البيت وأنا تضايقت ولذت بالصمت.. ما العمل؟

10 حقائق تهون عليك مصيبتك حتى لا تموت كمدًا بها

بقلم | أنس محمد | الثلاثاء 23 فبراير 2021 - 10:19 ص




كثيرا ما نبتلى في فقدان الصحة والمال والأحباب، ولكن قد تكون المصيبة في واقعها أشد على النفس البشرية، من الفقدان نفسه، حينما نعطيها أكبر من حجمها، بالمبالغة في الحزن فيها، حتى نموت كمدا بها.

فبعض الناس يتصور أنه يعيش خلودا بلا موت، فلا يقبل فكرة المرض، أو فكرة فقدان عزيز عليه، أو حتى فكرة أن هذه الدنيا زائلة بمن عليها، فلو أن إنسان فقد سيارته في حادث سير يعتريه الحزن حتى يكاد يصيبه الموت حزنا على سيارته، وربما تجد شخصا مبالغا في حزنه لدرجة أن يدخل في نوبة اكتئاب وحزن شديد لتعرض سيارته الجديدة لخدش صغير، بل ربما تجد غيره قد يقيم الدنيا ولا يقعدها إذا كسر ابنه الصغير كوبا زجاجيا لا يتعدى ثمنه الجنيهين، وكأن هذا الكوب من الفولاذ وليس من الزجاج.

فتصورك لنفسك ولممتلكاتك بأنها خالدة بلا موت، هو تصور خاطئ، فقد كتب الله سبحانه وتعالى على الدنيا الزوال قبل أن يخلقها، و نحن في هذه الحياة الدنيا يعتورنا ما يعتورنا من الآلام، والأكدار، والمصائب، والبلايا المتنوعة، فيصيب النفسَ ما يصيبها من العلل، والأدواء، والهموم، والغموم، والأحزان التي لربما تكسرها، وكما ترون ما من أحدٍ في هذه الحياة إلا، ويعاني، فمقلٌّ، ومكثر، فمن الناس من يُبتلى ببدنه، ومنهم من يبتلى بماله، ومنهم من يبتلى بحبيبٍ، وعزيزٍ، وغالٍ عنده.

وبما أنه لا يوجد أغلى من الإنسان، فنحن في هذا المسجد في كل يومٍ نصلي على جنائز، وقد رأيت في بعض المساجد من يصلون لربما في الفرض الواحد على ما يقرب من عشرين جنازة، وهذه هي الحياة.

وهذه الأمور، وكثرة الأشغال، وما حصل في الحياة من ألوان التعقيدات كلُّ ذلك صار يصب في النفس همًّا مما يتخوفه الإنسان في مستقبل أيامه، وهو ما قد يعبرون عنه بالقلق، ولربما احترَّت نفسه، وأصابه الحزن بسبب أمرٍ فات، وانقضى، فهو يعيش في غم، وانكسار نفسٍ، وضيقٍ، وحزن.

وهذه الأحزان إذا تكاثرت، وتتابعت على القلب فإنها تضعفه، وتفسده، ولهذا فإنها لا تكون محمودة بحالٍ من الأحوال إلا إذا كان ذلك من الإشفاق من الدار الآخرة، أما الحزن على أمورٍ قد انقضت، وانتهت فإن ذلك يضره، ولا ينفعه، ويصير قلب هذا الإنسان معطلاً إذا كان محزوناً، وتتابعت عليه الأحزان، لا ينتفع به في شيءٍ من عمل الدنيا، ولا أمر الآخرة، فيتفرق عليه قلبه، وتنثني عزائمه، ويكون هذا الإنسان ليس له شغلٌ إلا أن يذرف الدموع، وينعصر قلبه على ما حل به، ونزل.

اقرأ أيضا:

ضعف الشخصية أول طريق الغواية والحرام.. كيف توطن نفسك؟

تذكر هذه النصائح العشرة لتهون مصيبتك:



1/ينبغي أن نتذكر دائماً أن الله قد ارتضى لنا هذه المصيبة، وهذا البلاء الذي حل بنا، وأنه اختاره لنا، واختارنا له.

والعبودية الحقة تقتضي أن نرضى بما رضي الله به لنا، فلا يكون للعبد اعتراضٌ على الله، وعلى أقدار الله، وإنما يكون راضياً بما رضي له به مولاه.

2/ الذي ابتلاك بذلك هو أرحم الراحمين، وأحكم الحاكمين، فهو أرحم بك من نفسك، وأرحم بالولد من الوالدة المشفقة.

3/ هذه المصيبة دواءٌ نافع ساقه الله إلى هذا العبد، وهو العليم بمصلحته، الرحيم به، فينبغي على الإنسان أن يتجرع هذا الدواء، ولا يتقيؤه بتسخطه، وشكواه، فيذهب نفعه باطلاً، فهو دواءٌ ساقه إليك الطبيب العليم بحالك.

4/ المصيبة، والبلية ما جاءت لتهلكنا، وتقتلنا، وإنما لتمتحن صبرنا، فإن ثبت العبد اجتباه ربه، وإن انقلب على وجهه طرد، وصفع قفاه، وتضاعفت عليه المصيبة.

5/أن يعلم العبد أن الله يربي عبده على السراء، والضراء، والنعمة، والبلاء، وبهذا تستخرج عبوديته في جميع الأحوال، فالعبودية تارةً تكون في حال السراء، والنعمة، وللضراء أيضاً عبودية، فالله يقلّبنا بين هذا، وهذا، فينبغي على العبد ألا يكون من عبيد العافية، وأن يعلم أن الابتلاء هو كير العبد، ومحك إيمانه

6/ تذكر أن أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا: أي الناس أشد بلاءً؟ قال: الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يُبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان دينه صلباً اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلاه الله على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يمشي على الأرض، وما عليه خطيئة .

وقد قال ابن مسعود كما في الصحيحين: "دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو يُوعَك، فمسسته بيدي فقلت: يا رسول الله، إنك تُوعَك، وعكاً شديداً، فقال: أجل، إني أُوعَك كما يُوعَك رجلان منكم، قلت: ذلك بأن لك أجرين؟ قال: أجل، ما من مسلم يصيبه أذىً من مرض فما سواه إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة، ورقها .

وكما قيل:

على قدرِ فضلِ المرءِ تأتي خطوبُه ويُعرف عند الصبر فيما يصيبه

ومَن قلّ فيما يتقيه اصطبارُه فقد قلّ فيما يرتجيه نصيبُه

7/ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: عجباً لأمر المؤمن، إنّ أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له [رواه مسلم].

8/ تذكر أن البلاء كفارة، ففي الحديث الصحيح: ما يصيب المسلم من نصَب، ولا، وصب، ولا همٍّ، ولا حزن، ولا أذى، ولا غمٍّ حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه .

9/: ينبغي على العبد أن يعلم أن هذه البلية، والمصيبة واقعة ولابد، فهي مقدرةٌ ثابتة لابد من أن تحل بداره، فلا وجه للجزع، والجزع لا يرد فائتاً، وإنما يزيده الجزع بلاءً، ويشمت به عدوه، والله يقول: مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [سورة الحديد:22].

وفي حديث ابن عباس مرفوعاً إلى النبي : أول ما خلق الله القلم قال له: اكتب، قال: ما أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة فكتب الله ما هو كائن.

وقد سئل سلمان : ما الإيمان بالقدر؟ قال: إذا علم العبد أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وفي المثل: لا ينالك من ضرب رأسك بالحائط سوى التورم.

10/ ينبغي أن ندرك طبيعة هذه الحياة، فهذه الحياة كما وصفها الله بقوله: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ [سورة البلد:4] فالإنسان يكابد في هذه الحياة، يخرج إليها باكياً، ويتجرع فيها الغصص، والأحزان، ويصيبه ما يصيبه من الآلام، والهموم، يشقى بلقمة العيش يجمعها، وإذا طال عمره فإنه يتجرع أحزان أهله، ثم بعد ذلك يخرج من الدنيا مبكياً عليه.

هذه طبيعة الدنيا، فينبغي على العبد أن يدرك ذلك، فمن ظن أنها محلٌ للراحة، والسعادة، والأنس فهو مخطئ، فالراحة إنما تكون في الجنة، وقد سئل الإمام أحمد - رحمه الله -: متى يجد المؤمن طعم الراحة؟، قال: حين يضع أول قدمٍ في الجنة.

أما هذه الدنيا فليست محلاً للراحة، فإذا أدرك العبد ذلك من طبيعتها، وعرف حقيقتها فإنه لا يغتر بها، فعليه أن يروّض نفسه على ما يصيبه، وينكؤه، ويقع له من الآلام، والهموم، والأوصاب، والأنكاد، وكما قال القائل:


ألا إنما الدنيا نضَارة أيكةٍ إذا اخضرّ منها جانبٌ جف جانبُ

 وما الدهر والآمال إلا فجائع عليها وما اللذات إلا مصائبُ

فلا تكتحل عيناك منها بعَبرةٍ على ذاهبٍ منها فإنك ذاهبُ



الكلمات المفتاحية

10 حقائق تهون عليك مصيبتك كيف نتعامل مع الابتلاءات التعامل مع المصائب

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled كثيرا ما نبتلى في فقدان الصحة والمال والأحباب، ولكن قد تكون المصيبة في واقعها أشد على النفس البشرية، من الفقدان نفسه، حينما نعطيها أكبر من حجمها، بالم