كثيرة هي الأوقات التي نضيعها في أمور لا تفيد، رغم أن ديننا الحنيف، يعلمنا أن هناك أوقات لو استغلناها جيدًا لحصلنا على ما نريد، وفوق ما نريد أيضًا، ومن هذا الوقت الضائع (الوقت بين الأذان والإقامة)، فهو وقت مستحب فيه الدعاء إلى الله تعالى، بل أنه بإذن الله مجابًا، ومع ذلك، كثير منا يفوته هذا الأمر، حتى المصلين، تراهم في المسجد لا ينتبهون لذلك.
عن عبد الله بن عمرو :قال رجل : يا رسول الله ! إن المؤذنين يفضلوننا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «قل كما يقولون، فإذا انتهيت فسل تعط»، وعن سيدنا أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة فادعوا».
صيغة الدعاء
إذا كان الوقت بين الأذان والإقامة، فاسأل الله عز وجل ما شئت من خيري الدنيا والآخرة، ولكن هناك صيغ محببة علمنا إياها رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم، فعن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة».
أما الدعاء حين الأذان فإنه يسن لك أن تقول كما يقول المؤذن إلا عند قوله (حي على الصلاة – حي على الفلاح) فإنك تقول (لا حول ولا قوة إلا بالله)، فعن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا قال المؤذن الله أكبر الله أكبر فقال أحدكم الله أكبر الله أكبر ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله قال أشهد أن لا إله إلا الله ثم قال أشهد أن محمدا رسول الله قال أشهد أن محمدا رسول الله ثم قال حي على الصلاة قال لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال حي على الفلاح قال لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال الله أكبر الله أكبر قال الله أكبر الله أكبر ثم قال لا إله إلا الله قال لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة».
سنة مستحبة
إذن الدعاء بين الأذان والإقامة سنة مستحبة، فعلى كل مسلم أن يحرص عليها، تأسيًا بنبيه الأكرم صلى الله عليه وسلم، من جهة، وأملا في أن يستجيب الله عز وجل له من جهة أخرى، كما أن وقت الصلاة كله دعاء، قبل الأذان، وأثناءه، وبعده، ووقت الإقامة أيضًا.
عن أبي أمامة أو عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: «أن بلالا أخذ في الإقامة فلما أن قال قد قامت الصلاة قال النبي صلى الله عليه وسلم «أقامها الله وأدامها»، إذن كيف لنا نضيع هذه الأوقات الثمينة فيما لا يفيد، خصوصًا أن جميعنا لاشك لديه الكثير من الأدعية سواء لنفسه أو لأولاده أو لبيته، أو لآخرته، فلنكثر من الدعاء وقت الصلاة، وخصوصًا بين الأذان والإقامة.
اقرأ أيضا:
ليست كلها ضدك.. أسباب تحول بينك وبين استجابة الدعاء