لماذا اهتم الإسلام بالوقت لهذه الدرجة؟ تعرف على الأسباب
بقلم |
محمد جمال حليم |
الخميس 29 اغسطس 2024 - 11:16 ص
وقت المسلم هو رصيده وهذا الوقت أن مر قد لا يعوض كثيرون يضيعون أوقاتهم هباء ولا يهتمون بواجبات الأوقات ومن ثم يخسرون كثيرا ويضيعون على أنفسهم خيرا كثيراً. ومن يتأمل نظرة الإسلام للوقت يحدها نظرة حاسمة فقد اهتم ديننا الحنيف بالوقت وأولاه عناية خاصة وحث على استثماره فيما يفيد وحذر فى الوقت نفسه من تضييع الوقت فيما لا طائل من ورائه، وفى الحديث : نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ. كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم انا لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه.. حرص الصالحين على الوقت: يقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه: "إن الله خلق الأيدي لتعمل فإذا لم تجد في الطاعة عملا التمست في المعصية أعمالا.. فاشغلها بالطاعة قبل أن تشغلك في المعصية". كما يقول ابن القيم في كتابه "الجواب الكافي"109: "من الفراغ تأتي المفاسد، وتتوالى المعاصي على العبد في سلسلة مدمرة، تُضعِف الإيمان في القلب وتبعده عن مولاه، فمن فرغ من عمل جاد مثمر فلابد وأن يشتغل بما يضره ولا ينفعه، وقد قال الشافعي رحمه الله: نفسك إن لم تشغلها بالحق؛ وإلا شغلتك بالباطل". ولهذا كان ابن مسعود رضي الله عنه يقول: "إني لأبغض الرجل أن أراه فارغًا، ليس في شيء من عمل الدنيا، ولا عمل الآخرة" [حلية الأولياء:1/130].
وهذا الكلام من الإمام الشافعي وغيره، نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، كما يكون في النفس، كذلك يكون في القلب، وفي اللسان والجوارح.. فهي كلها إما أن تشتغل بالحق وإما فسوف تنشغل بضده.. يقول ابن القيم رحمه الله: "فهي النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، وهو القلب إن لم تسكنه محبة الله عز وجل سكنه محبة المخلوقين ولابد، وهو اللسان إن لم تشغله بالذكر شغلك باللغو وما هو عليك ولابد، فاختر لنفسك إحدى الخطتين، وأنزلها في إحدى المنزلتين".