كل لحظة في رمضان ثمينة وعظيمة، وخاب وخسر من ضيعها، فتخيل أنه بين كل هذه الساعات القيمة من أيام رمضان، هناك ما هو أثمن.. نعم وكأنك لو تملكت صندوقًا مملوءًا بالجواهر الثمينة، إلا أنه به مجموعة معينة هي الأغلى والأثمن، ورمضان هكذا، رغم أهمية كل ثانية فيه، إلا أن هناك ثلاث ساعات هي الأغلى على الإطلاق طوال اليوم.
وهذه الثلاث ساعات تتمثل في الساعة الأولى بعد صلاة الفجر، والساعة التي تسبق الإفطار، ثم الساعة التي تسبق صلاة الفجر، فإن فيهم الخير الكثير الذي لا مثيل له، فعلى كل مسلم أن يضع لنفسه (أجندة) لتنظيم أوقاته طوال الشهر الكريم، حتى يستفيد من كل لحظة لأن هذه اللحظات كالجواهر لا تتكرر أبدًا.
مع صلاة الفجر يبدأ اليوم في رمضان، وهناك للأسف من يصلي ثم يلتزم بالنوم طوال النهار، حتى يصحو قبل المغرب بدقائق قليلة، وهذا رغم صيامه إلا أنه لم يستفد الإفادة الكاملة من الصيام، وهناك أيضًا من يبدأ عمله وهو صائم، وهذا لاشك سيأخذ قدرًا كبيرًا من الفضل، على قدر قسوة عمله وطول ساعات عمله، فبالتأكيد ليس من يعمل تحت نار الشمس طوال اليوم وهو صائم، كمن ينام طوال اليوم، وهناك من يبدأ يومه، بالذكر الكريم، فقد يكون في بعض كلمات التسبيح الفضل الكبير وأنت لا تدري.
عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن جويرية بنت الحارث، أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة، فقال: «مازلت على الحال التي فارقتك عليها؟» قالت: نعم، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته».
اقرأ أيضا:
اتقوا اللعانين.. من هم؟ وكيف يمتد أذاهم للناس في الطرقات؟كما قلنا فإن كل أوقات رمضان ثمينة، إلا أن أوقات قبل الآذان بدقائق، لحظات ثمينة ودقائق غالية هى من أفضل الأوقات للدعاء وسؤال الله سبحانه وتعالى وهى من أوقات الاستجابة كما جاء فى الحديث « ثلاث دعوات مستجابات : دعوة الصائم ، ودعوة المظلوم ، ودعوة المسافر».
وأما أعظم ما يفعله العبد في رمضان، فهو قيام الليل، قبل صلاة الفجر بنحو ساعة، وهذا بخلاف صلاة التراويح، ففي هذه اللحظات يتنزل الله عز وجل بذاته العليا ويقول (هل من داعٍ فاستجيب له).
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُرغب في قيام رمضان ، من غير أن يأمرهم بعزيمة ، ثم يقول : « من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه »، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك ( أي على ترك الجماعة في التراويح ) ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر رضي الله عنه ، وصدرٍ من خلافة عمر رضي الله عنه .