ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، يقول: "ما أحكم أخذ الحقن بأنواعها العلاجية والمقوية بالنسبة للصائم؟".

وأجاب الدكتور عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلاً: 

الحقن أنواع، أحيانًا يأخذ الإنسان حقنة مسكنة لا تفطر الصائم، أو حقنة مقوية، وهناك حقن تأخذ في الوريد، وهو ليس من الجوف، والفقهاء وقفوا عند كلمة جوف، ونحن نقول لا يشترط حتى يُفطر الإنسان أن يدخل شيء من الجوف، الأنف جوف، والفم جوف، وهذان ليس فيهما خلاف، والأذن اختلف فيها العلماء، والصحيح أنها ليست بجوف، إلا أذا كان هناك مشكلة او ثقب فى طبلة الأذن قد تنفذ شيء إلى قعر الدماغ.

الدبر هذا منفذ أيضًا، وهو جوف عند جمهور العلماء، إلا السادة المالكية على تفصيل عندهم في ذلك، إذن كل هذا جوف، لاينبغى للعبد أن يدخل منه شيئًا وإلا أفطر، أما الوريد الذى يأخذ فيه الحقنة، إن كانت مقوية أو إن كانت مسكنة وإن كانت غير ذلك فالوريد ليس بجوف، لأنه لا يوصل إلى المعدة، وإنما هو يقوى البدن والدم فقط، لذلك من أخذ حقنة مقوية أو حقنة مسكنة لا يبطل صومه، فإن صومه صحيح.

هل جميع الحقن تبطل الصيام؟

ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، يقول: "هل كل أنواع الحقن تبطل الصيام؟".

وأجاب الدكتور محمود شلبي، أمين عام الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلاً:

الحقن أنواع منها ما هو تحت الجلد، وآخر في الوريد، أو العضل، أو الحقنة الشرجية، فالحقن التي تكون في الوريد أو العضل أو تحت الجلد لا تبطل الصيام لأنها لا تصل للجوف من منفذ مفتوح، أما الحقن الشرجية فعليها خلاف، بعض العلماء أقروا بأنها تفطر الصائم والبعض الآخر قال لا تفطر الصائم، فيمكن للشخص المريض مرضًا مزمنًا أن يستند للرأي الذي يقول أنها لا تفطر ويأخذها في النهار، وإذا استطاع يكون أفضل أن يأخذها ليلاً بعد الإفطار.

 هل الحقن تبطل الصيام؟

ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، يقول: "ما حكم استخدام الحقن في نهار رمضان؟".

وأجاب دار الإفتاء المصرية بأن الحقن التي في الوريد أو العضل لا تفطر الصائم إذا أخذها في أي موضع من مواضع ظاهر البدن، سواء أكانت للتداوي أو للتغذية أو للتخدير.

وأضافت، إن شرط نقض الصوم أن يصل الداخل إلى الجوف من منفذ طبعي مفتوح ظاهرًا حسًّا؛ والمادة التي يُحقَن بها لا تصل إلى الجوف أصلًا، ولا تدخل من منفذ طبَعي مفتوح ظاهرًا حسًّا، فوصولها إلى الجسم من طريق المسام لا ينقض الصوم.

وتابعت: "وأمّا الحقن الشرجية "وهي التي تُعرَف بالحُقنة والاحتقان عند الفقهاء"، فمذهب جمهور العلماء أنها مفسدة للصوم إذا استُعمِلت مع العمد والاختيار؛ لأن فيها إيصالًا للمادة المحقون بها إلى الجوف من منفذ مفتوح، وذهب اللخمي من المالكية إلى أنها مباحة لا تُفطِر، وهو وجه عند الشافعية قاله القاضي حسين، وفي قول آخر عند المالكية أنها مكروهة، قال ابن حبيب: "وكان من مضى من السّلف وأهل العلم يكرهون التّعالج بالحقن إلاّ من ضرورة غالبة لا توجد عن التّعالج بها مندوحة؛ فلهذا استحبّ قضاء الصّوم باستعمالها".

وأوردت ما قاله الحافظ ابن عبد البر المالكي في "الكافي في فقه أهل المدينة": "وقد قيل: القضاء في الحقنة استحباب لا إيجاب، وهو عندنا الصواب؛ لأن الفطر مما دخل من الفم ووصل إلى الحلق والجوف"، وقال ابن جُزَيٍّ في "القوانين الفقهية": "فأما الحقنة ففيها ثلاثة أقوال :الإفطارُ بها وفاقًا لأبي حنيفة وابن حنبل، وعدمُه، وتخصيصُ الفطر بالحقنة بالمائعات".

واستدركت: وبناء على ذلك: فيمكن تقليد هذا القول عند المالكية لمن ابتُلِي بالحقنة الشرجية في الصوم ولم يكن له مجال في تأخير ذلك إلى ما بعد الإفطار، ويكون صيامه حينئذٍ صحيحًا ولا يجب القضاء عليه، وإن كان يستحب القضاء خروجًا من خلاف جمهور العلماء.

هل حقن العضل أو الوريد تبطل الصيام؟ 

هل الحقنة الوريدية أو في العضل للعلاج أو التقوية مبطلة للصوم؟ 

وأجاب الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، قائلاً:

إن الذي يبطل الصوم هو ما دخل إلى الجوف من منفذ طبيعي، وهذه الحقن لا تدخل ولا تصل إلى الجوف، ومن ثم لا تبطل الصوم، والله أعلم.