ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، يقول: "هل يجوز القراءة من المصحف في صلاة الفريضة، وصلاة النافلة، خاصة أثناء قيام الليل في رمضان؟".

وأجاب الدكتور أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية، وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلاً:

القاعدة الشرعية أن الوسائل تأخذ حكم المقاصد، يعني الشرع طلب مني الذكر، "واذكروا الله ذكرًا كثيرًا"، ولم يعين وسيلة معينة للذكر، فيمكن أن أذكر عن طريق العد على الأصابع، أو بالحصى والنوى كما أثر عن بعض أمهات المؤمنين، أو عن طريق السبحة كما نقل عن سيدنا أبي هريرة وغيره.
 ما حكم السبحة، وما المقصود بها؟
المقصود: ضبط عدد الذكر، وهذا أمر يلتفت إليه الشرع ويطلبه، إذن الوسيلة التي تؤدي إلى تحقيق المقصود تأخذ حكم المقصد، وما دام المقصد مشروعًا تصبح الوسيلة مشروعة، وما دام المقصد مستحبًا تصبح الوسيلة مستحبة
فالقراءة من المصحف في الصلاة وسيلة أيضا للوصول إلى المطلوب تصبح مطلوبة ومشروعة، هذا من ناحية الاستدلال الفقهي المجرد، أما من ناحية الأثر فقد كان لدى أم المؤمنين عائشة – رضى الله عنها - غلام (عبد) اسمه زكوان، ويقرأ من المصحف في صلاة النافلة، صلاة قيام الليل، ولا فرق بين الفرض والنافلة في رمضان وغيره.


وفي فتوى منفصلة، أجاز الدكتور أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية، وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قراءة القرآن في الصلاة من الهاتف المحمول أو من المصحف.

وقال، إنه يجوز للمصلي أن يقرأ من المصحف في الصلوات النوافل وكذلك الصلوات المكتوبة (الصلوات الخمس)، موضحًا إلى أن هذا هو مذهب الشافعية والقول المعتمد في مذهب أحمد، وأن المالكية ذهبوا إلى كراهة ذلك.

وأضاف إن المجيزين بقراءة القرآن من المصحف أثناء الصلاة استدلوا بما رواه البيهقي عن عائشة رضي الله عنها أنها كان يؤمُّها غلامها ذكوان من المصحف في رمضان.

وأكد الدكتور أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أنه لا مانع شرعياً من قراءة القرآن من الهاتف، موضحاً أن من قال بقلة الثواب بالمقارنة بالمصحف فقد أخطأ.

وأضاف إنه لا اختلاف بينهما، لأن المهم هو القراءة وتدبر معاني الكلمات والعمل بها، لافتاً إلى أن القراءة من الهاتف لا تعد هجراً للمصحف كما يقول البعض، لأن الهجر معناه ترك كلام الله عز وحل وعدم قراءته.

هل يجوز قراءة القرآن من المصحف أثناء الصلاة؟

ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، يقول: "ما حكم قراءة القرآن من المصحف فى الصلاة سواء الفريضة أو النافلة؟".

وأجاب الدكتور محمد عبد السميع، مدير إدارة الفروع الفقهية، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلاً: 

يجوز قراءة القرآن الكريم من المصحف في الصلاة فريضة كانت أو نافلة.

وقالت دار الإفتاء المصرية، عبر موقعها الإلكتروني: "من أفضل القربات والسُّنن الحَسَنات أن يجمع الإنسان بين الحُسنيين: الصلاة وقراءة القرآن، فيحرص على ختم القرآن الكريم فى صلاته، ولما كان من غير المتيسر لكل واحد أن يقوم بذلك من حفظه تكلم الفقهاء عن إمكانية الاستعانة بالقراءة من المصحف فى الصلاة، عن طريق حمله فى اليد، أو وضعه على حامل يُمَكِّن المصلى من القراءة".

وأضافت: "ومذهب الشافعية والمفتى به فى مذهب الحنابلة: جواز القراءة من المصحف فى الصلاة للإمام والمنفرد لا فرق فى ذلك بين فرض ونفل وبين حافظ وغيره، وهذا هو المعتمد، ونقله الإمام ابن قُدامة فى "المغني" (1/ 336) عن عطاء ويحيى الأنصارى من فقهاء السلف، وفى "صحيح البخارى" معلَّقًا بصيغة الجزم - ووصله ابن أبى شيبة فى "المصنف" (2/ 235)، والبيهقى فى "السنن الكبرى" (2/ 253)- عن عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها أنها كان يَؤُمُّهَا عَبْدُهَا ذَكْوَانُ مِنَ المُصْحَفِ، [وسُئِل الإمام الزهرى عن رجل يقرأ فى رمضان فى المصحف، فقال: كان خيارنا يقرءون فى المصاحف] اهـ. "المدونة الكبرى" (1/ 288- 289)، و"المغنى" لابن قدامة(1/ 335)..

وكما أن قراءة القرآن عبادة فإن النظر فى المصحف عبادة أيضًا، وانضمام العبادة إلى العبادة لا يوجب المنع، بل يوجب زيادة الأجر؛ إذ فيه زيادة فى العمل من النظر فى المصحف".