رمضان فرصة حقيقة لمغفرة الذنوب، وهو الذي قال في حقه جبريل عليه السلام، حينما ارتَقى النبيُّ صلى اللهُ عليهِ وسلم على المنبر جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا محمد، قُل: " آمين، قال النبي صلى الله عليه وسلم: آمين، فلما سأل الصحابة عن قول النبي عليه الصلاة والسلام آمين، قال: جاءني جبريل عليه السلام، وقال: يا محمد: (شَقِيَ عَبْدٌ أَدْرَكَ رَمَضَانَ، فَانْسَلَخَ مِنْهُ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ). أخرجه ابن حِبان والترمذي والبزار.
من جانبه، ذكر الداعية الإسلامي د. محمود عبد العزيز أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر عدة أدلة لعلاقة شهر رمضان بمغفرة الذنوب منها: قوله صلى الله عليه وسلم «مَن صَامَ رَمَضَانَ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»، والنَص الثاني لمغفرة الذنوب: قوله «مَن قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»، أما النص الثالث فهو قوله «مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».
التسويف بالتوبة:
ويتساءل د. "عبد العزيز" إذا كان الأمر كذلك فَلِمَ نؤخرْ التوبة وقد دخل شهر رمضان؟
فَلِمَ نسوف التوبة؟ .. إذا كان رمضان فرصتك أيها المسلم للتوبة النصوح.. فلم التواني؟، مذكرا بقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا} [التحريم:8]، وقوله والله جل وعلا يقول: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون} [النور:31]، والله جل وعلا يقول: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه:82]، وقوله تعالى يقول: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ} [النساء:17].
شروط التوبة:
وبين أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر شروط التوبة التي ذكرها الإمام النووي رحمه الله: "التوبة واجبة على كل مسلم من الذنوب صغائر الذنوب وكبائر الذنوب ولكن فيما بينك وبين الله لها ثلاثة شروط:
الشرط الأول: النَدم.
الشرط الثاني: الإقلاع عن المعصية.
الشرط الثالث: العزم على آلا يعود إلى هذه المعصية أبداً.
هذا فيما بينك وبين الله.
أما فيما بينك وبين الناس فلابد هناك من شرط رابع ألا وهو: رد المظالم إلى أهلها.
الأموال المأخوذة غصباً مثل المسروقة إلى غير ذلك تُرد إلى أصحابها.
ويختم : بأن الغِيبة لابد أن تستحل أصحابها، وكذلك الحديث في الأعراض، وتتبع العورات كل هذه الأشياء لابد فيها من أن يستسمح الإنسان إخوانه وأن يدعو لهم وأن يذكرهم بخير في الأماكن التي ذكرهم فيها بسوء، إذن هذه أربع شروط للتوبة فيما بينك وبين الناس.
وأما فيما بينك وبين الله فهي ثلاثة شروط.