تتوالي أيام شهر رمضان بشكل سريع فمنذ استقبال الأيام الاولي من الشهر الكريم بدأت الايام المباركة تتفلت من بين أيدينا حتي اقتربنا من دخول النصف الثاني من شهر رمضان وهي ايام مباركة وخصوصا الايام القمرية الثلاثة الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر او ما يطلق عليها الايام البيض من الأشهر العربية وهي أيام يجب التقرب إلي الله فيه بالإكثار من الطاعات والقربات
وقد سُمِّيت بذلك، لتميز ليلها ببياض نور قمره، حيث يكون القمر في هذه الأيام بدرًا كاملاً، ويمكن رؤيته بالعين المجردة، وبشكل واضح، وتسمّى أيضًا بالأيّام الغرّوهي أيام يجب ان يكثر فيها العبد من المؤمن أداء صلاة الفروض والنوافل والتقرب إلي الله بالطاعات والصدقات والإكثار من فعل الخيرات باعتباره أمر مساعدا للحصول علي أجر صيام كاملا .
ومن الثابت أن النصف الثاني من رمضان هي الأيام التي كان رسول الله -عليه الصلاة والسلام- يخصها بما ليس في غيرها لفضلها، تقول أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يَجْتَهِدُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ، ما لا يَجْتَهِدُ في غيرِهِ).
وكانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، إذَا دَخَلَ العَشْرُالأوخر ، أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ المِئْزَرَويتضمن هذا الحديد العديد من الأعمال منها إحياء الليل بالسهر في الصلاة وغيرها كقراءة القرآن والذكر، رغم أن العلماء كرهوا قيام الليل كله إلا أنهم حملوه على المداومة عليه، أما في لليلة أو ليلتين فلا بأس.
أما فيما يتعلق بإيقاظ الأهل؛ فتعني للصلاة في الليل والجد والاجتهاد في العبادة. شد المئزر، وقيل في معناه الاجتهاد في العبادة على غير عادته، وقيل اعتزال النساء للانشغال بالعبادة. الاعتكاف وهو لزوم المسجد وعدم الخروج منه للعبادات من صلاة وذكر وتلاوة،
وكان من هديه -عليه الصلاة والسلام- الاكتعاف في العَشْرَ الأواخرَ مِن رَمَضانَ وكذلك الاجتهاد في تحري ليلة القدر وهي الليلة العظيمة التي من نال شرف إحيائها حاز الشرف العظيم، قال -صلى الله عليه وسلم-: "تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في الوِتْرِ، مِنَ العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ"
وكان رسول الله يحرص في هذه الأيام علي الإكثار من الصدقة قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضانَ حِينَ يَلْقاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ يَلْقاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضانَ فيُدارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ".
ولعل حرص النبي -عليه الصلاة والسلام- علي أداء الصدقة في رمضان وحث المؤمنين علي الاكثار منها يقدم دليلا لا يقبل الشك علي الإكثار منها.
وكذلك كان الرسول والصحابة والتابعون يحرصون خلال هذه الأيام علي الإكثار من الدعاء حيث علّم النبي -صلى الله عليه وسلم- في تحري ليلة القدر أهمية الدعاء فيها، تقول عائشة -رضي الله عنها-: "يا رَسولَ اللهِ، إنْ وافَقتُ لَيلةَ القَدرِ بِمَ أدعو؟ قال: قولي: اللَّهمَّ إنَّكَ عَفوٌّ تُحِبُّ العَفوَ فاعْفُ عَنِّي".]
اقرأ أيضا:
تنال بها المغفرة .. 10 سنن وأعمال مستحبة في ليلة الجمعة ويومهاومن البديهي التأكيد علي أهمية قيام الليل في هذه الأيام المباركة وتحديدا في النصف الثاني من رمضان حسب ما روي أبو هريرة -رضي الله عنه-: كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يُرَغِّبُ في قِيَامِ رَمَضَانَ مِن غيرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ فيه بعَزِيمَةٍ، فيَقولُ: "مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ..".
ومن الطاعات التي يجب التقرب فيها إلي الله في هذه الأيام المباركة قراءة القرآن الكريم قال -صلى الله عليه وسلم-: "اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ"ورمضان هو الشهر الذي أنزل فيه القرآن وبالتالي يجب الاكثار من قراءة القرآن تجويدا وترتيلا مع تدبر أياته في هذه الأيام المباركة حرصا علي زيادة الحسنات والحصول علي أجر صيام رمضان كاملا