أخبار

أجمل ما قيل عن حسن الظن بالله.. لن تتخيل ما قاله "الإمام مالك" ليلة موته

عقوق الأبناء.. قبل أن يتحول إلى عادة مدمرة!

ردد هذا الدعاء وأنت ذاهب للعمل صباحًا

8 أسباب تؤدي إلى تساقط الشعر.. تعرف عليها

أفضل 5 طرق للحماية من الشيخوخة

نتصارع على الدنيا وهي فانية.. كيف النجاة؟

من هم آل ياسين .. هل هم آل سيدنا محمد أم قوم نبي الله إلياس؟ ولهذا مال حبر الأمة عبدالله بن عباس

سيئاتك في الخفاء تنسف حسناتك في الملأ

ماذا تقول عند قراءة آيات الوعد والوعيد في القرآن؟.. آداب لا تفوتك

عمرو خالد: لا تحمل هم الرزق.. طمن روحك وقلبك بوعد الله

معين فضائل لا ينضب للعفو عند المقدرة .. خلق نبوي أصيل أقبل عليه في رمضان لتكون من العتقاء من النار

بقلم | علي الكومي | الجمعة 29 مارس 2024 - 05:09 م
"العفو عند المقدرة" خلق نبوي نحتاجه في عصرنا هذا، لأن الناس دائما يطالبون بحقوقهم بطريقة قد تبدو فجة وبل وقد تتجاوز حقوقهم ، وبل وكثيرا ما تكون ردود فعل الناس تتجاوز بما حاق بهم من أذي بشكل يتطلب معه ان تسود قيمة العفو عمن أخطي ويا حبذا او اقترن هذا العفو مع المقدرة وهو خلق كان يطوق أخلاق الأنبياء ومنهم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم عندما عفار عن مشركي ومكة ونبي يوسف يوسف عندما عفا عن اخواته .

وتضرب سورة يوسف أكبر مثال للعفو عن المقدرة ، عندما استخدمه سيدنا يوسف صاحب السلطات الواسعة تجاه اخوته الذين  ارتكبوا جريمة نكراء عبر العصور، جريمة خطف الأطفال، جريمة تعريض النفس البشرية للموت، جريمة حرمان الأسرة من ابن لها، جريمة الكذب الذى كذبوه على أبيهم يعقوب ، جرائم كثيرة في حادثة اختطاف سيدنا يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، لكنه وهو في سدة الملك، وصاحب سلطة، "قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ".

ما هو العفو عند المقدرة ؟

ومن البديهي الإشارة بحسب منشور للدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف الي وجود تلازم بين  العفو والصفح "فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" خلق أمرنا الله سبحانه وتعالى به، ولكن هناك أناس يتشبثون بإشفاء الصدر من الغيظ، وربنا سبحانه وتعالى يقول: " وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"

وفي كثير من الأحوال، وفى مناطق كثيرة، نذهب للصلح بين الناس، الحقيقية أن كثيراً منهم يستجيب ويعفو ويصفح، ويمتثل لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول : " ما من جَرْعَةٍ أعظم أجرًا عند الله، مِن جَرْعَةِ غَيْظٍ كظمها عبد ابتغاء وجه الله  " يعنى يوجد عندي غيظ، ولكن قال : " لا تغضبْ ، ولَكَ الجنَّةُ " يرد الغضب على القلب لكن " لَيْسَ الشَّدِيدُ بالصُّرَعَةِ؛ إِنَّمَا الشَدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ" .

بل ان سيدنا يوسف  بحسب منشور الدكتور جمعة قد ضرب أعظم الأمثلة عندما قال : "قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ " هذا يولد خير، أخواته اعترفوا بالذنب أولاً، ثم تابوا من الذنب ثانياً، ثم اعتذروا عن الذنب ثالثاً، ثم أقلعوا عن الذنب وحسنت توبتهم، حتى قيل أنهم هم الأسباط الذين جاءوا بعد ذلك في قصة سيدنا موسى،

ومن ثم  فالعفو عند المقدرة أمر مهم، هو في الحقيقة العفو مطلقا، سواء كانت عندك سلطة ومقدرة لاستيفاء حقك، أو لم يكن عندك ذلك، وبعض الناس يقول أنا سأتمادى في رفع الخصومة والقضية إلى القاضي حتى إذا ما حكم عفوت، حتى يعلم أنه عفو عند المقدرة،.

 ومن الثابت أن  هناك أمور في الشريعة السنة فيها خير من الفرض كما يؤكد د. جمعة ، منها : أن تعفو حتى لو لم تكن قادراً، لكن أن تعفو وأنت قادر هذا شأنه عظيم، أعظم منه أن تعفو وأنت غير قادر لأنه عفو من القلب وليس عفو فيه منّة وتفضل على من أساء إليك.

فضائل العفو عن المقدرة

 ومن الأمثلة علي تفوق السنة علي الفرض في بعض الأحيان كلمة : السلام، "السلام عليكم" هذه سنة ولكنها أعظم ثوابا عند الله من " وعليكم السلام" التي هي فرض، فالسنة هنا أفضل من الفريضة بالرغم من أن الفريضة دائما تكون هى الأفضل، إنما الفريضة أفضل إلا في فروع معينة وجدنا فيها أن السنة - مع أنها سنة - تكون أعلى وأبر من الفريضة.

ومنها : العفو عن الدين؛ أنا دائن لشخص مدين، ولا يستطيع أن يسدد "فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ" إذًا وجب عليَّ أن اعطيه فرصة وفترة يسدد فيها الدين، نفرض أنني قد عفوت عن الدين واسقطته عنه، هذا أعظم من الإنظار- يعنى أوجله وأصبر عليه- الإسقاط هذا سنة ، وهو أعلى وأثوب من الفريضة التي هي الإنظار،

إذًا فهناك بعض الحالات يكون فيها ما نظنه أنه سنة أعظم مما نظنه أنه فريضة، ومن هنا كان الدعوة إلى العفو المطلق، أو العفو عند المقدرة - لا بأس - أمر مهم أيضا لنفسية الإنسان وللاجتماع البشرى، وللتربية الأخلاقية لأبنائنا، فيجب علينا أن نهتم بهذا جدا حتى لا نفسد في الأرض، وحتى يشيع الخير بيننا.

قد جاء في القرآن الكريم :"إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب فقال رضوان لأهل العفو ما صبركم قالوا إذا أوذينا صبرنا وإذا أسىء لنا فقال رضوان ادخلوا الجنة لاخوف عليكم ولا أنتم تحزنون. وقال تعالى فمن عفا وأصلح فأجره على الله.

ومن الثابت أن من عفا وأصلح فجزاه الله خيرًا، العفو طيب، إذا عفو جزاهم الله خيرًا، الله يقول: وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى  "البقرة:237"، ويقول: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ الشورى:40"، ويقول النبي ﷺ: ما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًا يدعو له بالشفاء والعافية ويعطيهم حقوقهم، عليه أن يعطيه حقوقهم، لا يظلمهم، يدعون له، وعليه أن يعطوه حقوقهم؛.

ومن ثم فالعفو عند المقدرة من شيم الكرام، من شيم الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، فها هو نبيُّ الله يوسفُ الصديقُ عليه السلام، يعفو عن إخوته الذين حاولوا قتله، بل رموه في البئر، وفرقوا بينه وبين أبيه صغيراً وحيداً فريداً، فعفا عنهم عند القدرة على الانتقام منهم، قَالَ سبحانه وتَعَالَى عن يوسف عليه السلام أنه قال: " قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ يوسف: 92

العفو عن المقدرة خلق نبوي

وهذا الخلق النبوي تكرر بشكل واضح في خلق  نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن قريش وأهل مكة، الذين آذوه وعذبوه وطردوه، وأخرجوه من أرضه ووطنه، فلما فتح مكة لم ينتقم منهم، ولم يعاملهم بما عاملوه به، بل عفا عنهم وأكرمهم.

بل أن العفو عند المقدرة فيه فضيلة العزة والشرف للعافين كما في الحديث من أبي هريرة " «ما نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِن مالٍ، وما زادَ اللَّهُ عَبْدًا بعَفْوٍ، إلَّا عِزًّا، وما تَواضَعَ أحَدٌ لِلَّهِ إلَا رَفَعَهُ اللّهَ» ُ.

ولا يغيب عنا في هذا المقام أن العفو عند المقدرة  له فضائل عظيمة منها أنه يشمل  الدفع بالتي هي أحسن بشكل  يزيل العداوة من المعتدي حتى يستحي من نفسه ويصير صديق حميم كما قال تعالى "وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ"

اقرأ أيضا:

عقوق الأبناء.. قبل أن يتحول إلى عادة مدمرة! ومن فضائل العفو عند المقدرة أنه كذلك يجلب للمرء أن يعفو الله عنه لعفوه لإخوانه " {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ "النور: 22

من هنا علينا أن نشير ان للعفو عن القدرة فضائل عديدة منها أنه خلق نبوي أصيل داوم علي فعله أنبياء الله منذ ان خلق الله الأرض ومن عليها إلا ان يرثها الله سبحانه وتعالي بشكل يجعلنا نكثر من اغتنام هذه الطاعة في هذه الأيام المباركة فإذا كانت فضائل هذا الخلق فما بالنا باستخدامه في شهر القرآن وشهر القبول والعتق من النار فما أعظمه من أجر .



الكلمات المفتاحية

العفو العفو عن المقدرة الغفو عند المقدرة خلق نبوي يوسف واخوته محمد ومشركي مكة

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled أن كثيراً منهم يستجيب ويعفو ويصفح، ويمتثل لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول : " ما من جَرْعَةٍ أعظم أجرًا عند الله، مِن جَرْعَةِ غَيْظٍ كظمها عبد