هل التطيب ووضع المرطبات والمراهم على الجلد من المباحات للصائم أم يؤثر على صحة الصيام؟.

وأجاب الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، قائلاً: 

كل هذه الأشياء المذكورة في السؤال، لا تفطر الصائم؛ لأن الذي يفطر الصائم؛ هو تعمد إدخال شيء إلى الجوف من مدخل مفتوح في فترة الصيام من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.

والمنافذ المفتوحة هي: الفم، الأنف، الدبر، القبل، كما ذكر ذلك الفقهاء، أما وضع الكريمات على الجلد؛ فهذا ليس منفذًا مفتوحًا، وبالتالي حتى لو تشرّب الجلد هذه الكريمات، أو هذه المواد، أو تسربت إلى الداخل، فكل هذا عن طريق المسام، وكل هذا لا يبطل الصوم، ما يصل للجوف عن طريق المسام؛ واصل ليس من منفذ مفتوح، وبالتالي فلا يفسد الصوم.

استعمال العطور، وكذلك وضع الكريمات وغيرها على الجلد، كل هذا من المباحات، التي يجوز للإنسان الصائم أن يلجأ إليها، ويصح صومه ولا حرج في ذلك.

شم رائحة العطر، هذا لا يفطر، لأن الذي يصل الرائحة، وهذه ليست عينًا، ولا تؤثر على صحة الصوم.

اظهار أخبار متعلقة

ما حكم وضع المرأة العطر على ملابس الصلاة؟

ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية يقول صاحبه: "ما حكم وضع المرأة العطر على ملابس الصلاة؟". 

وأجاب الدكتور محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية قائلاً: 

يجوز وضع العطر على ملابس الصلاة للمرأة، ولا مانع من ذلك، لقوله تعالى في سورة "الأعراف": "يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ".

معنى الزينة في الآية الكريمة هي الملابس وستر العورة، الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله جميل يحب الجمال"، وأيضًا التطيب لا مانع منه منه للمرأة ما دام في نطاق البيت وأمام الزوج.

لماذا يُحرم العطر على المرأة بينما يباح للرجل؟ 

ورد سؤال يقول: "لماذا يُحرم العطر على المرأة بينما يباح للرجل؟ رغم أن مسألة الإثارة عامة للرجل والمرأة على حد سواء؟".

وأجاب الدكتور أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، قائلاً:

المرأة ليست ممنوعة من العطر مطلقًا، ولكنها ممنوعة شرعًا من ثلاثة أنواع من العطور.

أول العطور المحرمة على المرأة، ذلك العطر الذي يلفت إليها الأنظار ويكون لغرض محرم، وثانيها العطر الذي يثير الشهوات المحرمة، وهذا ما عرفناه من نص الحديث الشريف، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا رِيحَهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ، وَكُلُّ عَيْنٍ زَانِيَةٌ»، والحديث هنا يحدد أسباب حرمة التعطر للمرأة أولها تبييت نية السوء، أي أن المرأة التي وضعت العطر لديها النية للفت النظر إليها، كما أن هنا قصد لإثارة الشهوات.

كذلك يُفهم من الحديث أن هذا العطر له رائحة فواحة ومثيرة وهو النوع الثالث، ومن أجل هذه الأسباب كان يحرم تعطر المرأة الذي فيه إثارة وليس كل عطر، ولا مانع شرعًا أن تتعطر المرأة بالعطر اليسير في حدود المعقول الذي لا يثير الشهوات ولا يلفت أنظار الذئاب البشرية إليها، والتي تتربص بها ونحو ذلك، فالأمر ليس على إطلاقه في التحريم، بل هو مباح في حدود.