بعد أن قارب شهر رمضان على دخول الثلث الأخير منه، وهي أيام حث النبي صلى الله عليه وسلم على الاجتهاد فيها في كل أوجه الطاعة، والاجتهاد في العبادة، والإكثار من الدعاء خلالها، يبحث الكثير منا عن الأيام الوترية فيها، وهي الأيام التي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يلتمس ليلة القدر فيها، لعله يكون له نصيب من هذه الليلة التي تعادل عبادة 83 عامًا.
روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تحرَّوا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان".
وروى مسلم عن سالم، عن أبيه رضي الله عنه قال: رأى رجل أن ليلة القدر ليلة سبع وعشرين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أرى رؤياكم في العشر الأواخر؛ فاطلبوها في الوتر منها".
وفي الحديث الذي رواه ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى" (رواه البخاري).
وتبدأ الليالي الوترية في العشر الأواخر من رمضان لهذا العام اعتبارًا من يوم الخميس القادم (الموافق 21 رمضان) من بعد المغرب وحتى الفجر.
والليالي الوترية على النحو التالي:
الخميس 21 رمصان
السبت 23 رمضان
الإثنين 25 رمضان
الأربعاء 27 رمضان
الجمعة 29 رمضان
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في هذه الأيام ما لا يجتهد في غيرها. عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله. (رواه البخاري).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه".
ويستحب الإكثار من قول: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله، أرأيتَ إن علمتُ أي ليلةٍ ليلةُ القدر ما أقول فيها؟ قال: "قولي: اللهم إنك عفو كريم، تحب العفو، فاعف عني".
وقد جاء في حديث ابن عباس: "إن الله ينظر ليلة القدر إلى المؤمنين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم فيعفو عنهم ويرحمهم إلا أربعة: مدمن خمر وعاقًا ومشاحنًا وقاطع رحم"
وقيام ليلة القدر إنما هو إحياؤها بالتهجد فيها والصلاة وقد أمر عائشة بالدعاء فيها أيضًا.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتهجد في ليالي رمضان ويقرأ قراءة مرتلة لا يمر بآية فيها رحمة إلا سأل ولا بآية فيها عذاب إلا تعوذ فيجمع بين الصلاة والقراءة والدعاء والتفكر وهذا أفضل الأعمال وأكملها في ليالي العشر وغيرها.
يقةل سفيان الثوري: الدعاء في تلك الليلة أحب إلي من الصلاة قال: وإذا كان يقرأ وهو يدعو ويرغب إلى الله في الدعاء والمسألة.
ومراده أن كثرة الدعاء أفضل من الصلاة التي لا يكثر فيها الدعاء وإن قرأ ودعا كان حسنًا.
قال الشعبي في ليلة القدر: ليلها كنهارها، وقال الشافعي في القديم: استحب أن يكون اجتهاده في نهارها كاجتهاده في ليلها وهذا يقتضي استحباب الاجتهاد في جميع زمان العشر الأواخر ليله ونهاره.
.
اقرأ أيضا:
لحظات عصيبة.. هذا هو ما يحدث عند سكرات الموت فكيف تهونها على نفسك؟