هل يجوز خصم صدقات سبق دفعها على مدار العام من الزكاة؟
السؤال: هل يجوز خصم صدقات سبق دفعها على مدار العام من الزكاة؟
الجواب
أجاب الدكتور أحمد ممدوح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال ورد إلى دار الإفتاء المصرية، من أحد متابعي التواصل الاجتماعي، نصه: هل يجوز خصم صدقات مالية سبق دفعها على مدار العام من زكاة مالي؟.وقال أمين الفتوي، في فيديو مصور نشرته دار الإفتاء المصرية على صفحتها الرسمية، على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ردا على السؤال: إن الزكاة عبادة، والعبادة لا بد لها من نية، مضيفا أن النية هي قصد الشيئ مقترنا بفعله حتى تصبح النية سليمة، فلا بد لها من اقتران زمني لها وهو القصد بنية العبادة.
وأكد ممدوح، أن الزكاة حتى تصح لا بد أن تقترن بنية العمل، مشيرًا إلى أن النية سابقة أو مرافقة للعبادة وليست متراخية عن العبادة، حيث في حالة أن النية متراخية فهي ليست صحيحة، بمعني ان النية لا تصح بأثر رجعي.
وأشار أمين الفتوى إلى أنه في حالة أن الإنسان أخرج صدقات أو أموال قبل رمضان، ودخل رمضان وأدرك هذا الإنسان أنه وجبت عليه الزكاة، فالأموال التي أخرجها قبل رمضان لا تصح أن تعقد عليها النية بأنها من ضمن أموال الزكاة، موضحًا أنه لو نوى خلال إخراج هذه الأموال السابقة على أنها بنية الزكاة، كانت في هذه الحالة تصح، وليس النية بعد أن مرت فترة من الزمان على هذه الأموال.
هل يجوز إخراج نسبة ما مضى من العام من زكاة المال في رمضان تهيئة لإخراجها سنويًا بالشهر الكريم ؟
إذا قمت بإخراج زكاة مالي في شهر معين قبل رمضان ، وعند قدوم شهر رمضان كان قد مضى عدة أشهر على وجوبها، وحتى لا أشك في موعد قدوم الحول وذلك لعدم تعاملي حقيقة مع الأشهر الهجرية، فهل يجوز أن أحسب الفرق بالأشهر، وأدفع زكاة المال في رمضان كنسبة وتناسب، حتى أقوم في المستقبل بدفعها في الشهر الفضيل ؟الجواب:
قال مركز الفتوى بإسلام ويب: عليك أن تعلم أن الله جل وعلا وقت وقتاً لوجوب الزكاة، كما وقت وقتاً للحج والصلاة والصوم ، ووقت وجوب الزكاة هو : أن يمر حول كامل على امتلاكك الكامل لمال يبلغ النصاب ، فالواجب عليك أن تخرج زكاة مالك حينئذ ، ويبقى ذلك هو الوقتَ المحدد لإخراج زكاة هذا المال ، ولا شك أن المطلوب منك والأكمل أجراً أن تلتزم بإخراج الزكاة في هذا الوقت، سواء وافق رمضان أم لا، ومع ذلك فلا حرج عند بعض أهل العلم في تقديم الزكاة عن حولها المعتاد خصوصاً إذا كانت هنالك حاجة تقتضي ذلك، كوجود فقراء في حالة فقر شديد، أو طروء كوارث في بعض بلاد المسلمين.
نركز الفتوى تابع قائلًا: لكن إذا أردت تقديمها فلا تقدمها بالنسبة بل تقدمها كاملة، وعليك أن تعلم أن المسلم لا يليق به جهل الشهور القمرية لأنها المقصودة بقول الله : (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله…) [التوبة: 288] والمراد بها الشهور القمرية بإجماع العلماء، ولأنها هي التي وقت بها الحج، والصوم، والزكاة .
