كان في بني إسرائيل عابد في صومعته، فحسده إبليس، فجاء، فبنى بجنب صومعته بيتا، فجعل يدعو ويبكي، ولا يفتر من قيام، ولا ينام.
قال: فقال له العابد: إنا لننام ولنفتر، ولا نقوى على ما تقوى عليه يا هذا.
قال: فقال له إبليس: إني قد أصبت من الذنوب والخطايا، وإني كلما جاءني النوم، فنظرت في خطاياي ذهب عني النوم، وإنك لو أصبت شيئا من الذنوب كنت هكذا، وذكرت ذنوبك، فبكيت .
فقال العابد: لوددت أني أصبت من الذنوب حتى تجيء بمثل ما جاءك.
حيلة إبليس لخداع العابد:
قال إبليس عليه لعنة الله: فإذا كان الليل حتى أذهب بك إلى ابنة فلان الملك.
قال: فلما كان الليل، نزل فلما أخرج رجلا واحدا من الصومعة، تلقاه جبريل عليه السلام، وميكائيل، فقال له: تخرج من طاعة الله إلى معصية الله هذا إبليس.
قال: فقال الرجل: خرجت من طاعة الله إلى معصيته، لا ترجع إلى الأخرى أبدا، فمكث كذلك رجلا من داخل، ورجلا من خارج، حتى قبضه الله ".
اقرأ أيضا:
هل القلوب تصدأ .. وما الفرق بين "الران" و" الطبع" على القلب؟رجل يشتعل نارًا بمقبرة:
ذكر العابد مالك بن دينار، عن سالم بن عبد الله بن عمر قال: " غدوت مع أبي، بالمقبرة، فسلّم عليهم، فقلت: يا أبة أتسلم عليهم؟ فقال: إن سلمت عليهم، فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عليهم، ألا أخبرك يا بني بما رأيت في هذه المقبرة؟
فقلت: بلى , قال: مررت في نحر الظهيرة على ناقة، وأنا متعلق إداوة من ماء، فخرج رجل من قبره يشتعل نارا في عنقه سلسلة من نار، فجعلت ناقتي تحيد، وجعلت ألتفت أنظر أتعجب وهو ينادي: يا عبد الله , صبّ عليّ ماءاً، فوالله , ما أدري باسمي الذي سماني به أبي وأمي كان يدعوني أو كقول الرجل للرجل: يا عبد الله؟
يقول: فخرج رجل من القبر في يده طرف السلسلة، وفي يده الأخرى سوط من نار، فصاح يا عبد الله , لا تصب عليه من الماء ولا كرامة، ثم اجتذبه بالسلسلة حتى أعاده إلى القبر ".