مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك.
توقفت عند عبارة" وهكذا تتعامل معي منذ طفولتي"، فهي تشير بقوة لوجود اساءات في الطفولة، وأنها ليست وليدة الوقت الحاضر يا عزيزتي، والمشكلة الحقيقية في رأيي هي عدم رفضك لهذه المعاملة وأنت بالغة وراشدة وناضجة الآن، فعندما كنت طفلة كان لك العذر كشخص بلا حول ولا قوة، أما الآن فأنت محتاجة لتحمل مسئولية التعافي مما أصابك وجعل شخصيتك مشوهة هكذا وخانعة ومستسلمة.
صدقيني إن قلت لك أن التغيير لابد أن يأتي من قبلك أنت، وليس والدتك، فأنت الأقدر على نفسك، وعندها ستجد والدتك نفسها أمام شخص آخر، لا يقبل الاهانة ويرفضها بكل حزم وأدب، وعندها ستتوقف، وستراجع نفسها، وستغير طريقتها في التعامل معك.
بقيت جزئية مهمة وهي "مخاوف" والدتك، أو خوفها عليك كما ذكرت، وهنا لابد أن تطمئني على نفسك في جزئية استسلامك لقرارها بعدم العمل أو السفر والاحتكاك بالزملاء من الرجال، من أن تكوني أنت نفسك صدقت في هذه المخاوف وعدم قدرتك على مواجهة الواقع، وتحدياته، ومفاجآته، وصعوباته، فاستسلمت لخوفها عليك.
عزيزتي، لاشك أن ما حدث معك من إساءات منذ زمن طويل، وصل الآن بحسب عمرك لربع قرن عطلك كثيرًا، فسارعي لطلب التعافي حتى تتحرري من مخاوف والدتك التي ألقيت داخلك وربما تأثرت بها من طرف خفي، ومن تشوهات الشخصية التي سببتها الاساءات النفسية، حتى تواجهي الحياة بشخصيتك الحقيقية، القوية، القادرة على السير في طريق مستقبلك الذي بلاشك ينتظرك، فكوني نفسك، وكوني مسئولة عن نفسك بشكل حقيقي.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.